أدب

عصفورة الشجن

الشاعرة فخر هواش | سوريا

ألا فاسمَعي ياعصفورةَ الحزنِ
الَّتي وقفتْ على غصنِ اليباسِ بداخلي
ففيروزُ أوقدتِ المدى
فيروزُ أولمتِ الغناء..
فَهلمِّي نُصلِّ قهوةُ الصُّباحِ …
لتُعيدَ الأرضُ ترتيبَ زينتها
وتُلبِسُ الشَّمسَ أقراطاً من ضياء
وتَنتشي السَّماء سَكرى
فتَحنو لتُزَنِّرَ قامةَ الصَّفصاف
وتُعيدُ عندلةٌ ترتيبَ سلَّمها الموسيقي…
وهنااااك يترنَّحُ جدولٌ في مشيتهِ ..
يسلِّمُ على الزَّنابقِ ..
إذ يَستريحُ النَّاي في حرجِ راعٍ
أسلمَ للريحِ آخرَ فكرةٍ سلَبها صوتَها كلَّ أوجاعها….
لينامَ المطرُ تعباً …
ليغمِّسَ العشَّاقُ قلوبهم بالنَّدى……
الآااااان وضع الرَّبيعُ علامتين على جبينِ الشَّمس
ومكَّنَ الأشجارَ خُضرتها
وأطلقَ حقلَ قمحٍ ناضجٍ للريحِ….
فيروزُ غنتَ….
فأورَقَ في مدارِ الرُّوحِ تفاحٌ وأزهر
ومحتْ غابةَ السَّرو ظلَّ الشَّمسِ
فَعُدتُ طفلةً ترسمُ على وجهِ النَّهرِ
صورةً لأرجوحةٍ تهدهدُ الأيام…
لا أدري أتَجاوزني الزمان أم جِزتهُ
فعروقُ الوقتِ تجمدتْ
حتَّى يُكملَ التَّاريخُ دورتهُ…
وتتقافزُ الأفكارُ بشغفٍ كوعولٍ بريَّةٍ
…تنحازُ…ثمَّ تتلاشي في لحنٍ بديعٍ…
إنَّها فيروزُ…..
وما أدراكِ ياعصفورةَ الشَّجَنِ….؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى