هَلْ سَيُجْدي الْبُكاءُ؟
شعـر:. عبد الصمد الصغير|المغرب
إِذا مـاتَ قَلْبٌ هَلْ سَـيُجْدي الْبُكـاءُ؟
وَهَلْ تَنْـفَعُ الشَّكْـوى سُدىً وَالرِّثـاءُ؟
***
لَقَدْ جَفَّ حَلْقٌ مِنْ صُـراخٍ بِـلا صَـدى
وَقَـدْ هَـبَّ سَمْـعٌ حَيْثُ نَفْـسٌ تَـشاءُ
***
أَمـا فيكُـمُ قالَتْ: كَفى مِـنْ تَـخاذُلٍ
عُـروبَـتَكُـمْ … قَـدْ قـالَـها الْحٌـكَـماءُ
***
أَلا فَاحْذَرُوا مَنْ تَـرْكِ الْجُـرْحِ غائِـراً
وَتِلْـكَ الَّـتي فيـهـا الْأَذى وَالـدَّهـاءُ
***
فَمَنْ تُغْـلِـقُ الْبابَ الَّـتي خَلْـفَـنا، أَلا
أَلا فَـابْعِـدوهـا … كَـيْ يَـمُـرَّ الْـهَـواءْ
***
لَقَـدْ فاتَ رَكْبٌ دُونَـنا، ما مَشى بِـنا
وَلا نَحْنُ صَرْنا مِثْـلَما النّـاسُ شـاؤُوا
***
لَقَدْ طـارَ سِـرْبٌ مِنْ هُـنا كانَ نائِـماً
لَـوى عــائِـداً … فـي إِثْـرِهِ الْـغُـرَبـاءُ
***
فَمَنْ سَوْفَ يَبْقى مِنْ رِفاقٍ عَلى يَدٍ؟
وَمَـنْ هـا هُـنا ؟.. فـيهِ الرِّثـا وَالْعَـزاءُ
***
أَرى جـيلَـنا يَحْـيا سَريـعـاً فَيَـنْتَـهي
كَــزَرْعٍ وَفـيـرٍ … قَــلَّ فـيهِ النَّـمـاءُ
***
إِذا ما وُجُـوهٌ قُـنِّعَـتْ ريـقَ مـاؤُهـا
وَفـاضَــتْ فَـراغــاتٍ مَـحاها الْهَـواءُ
***
فَكَـيْفَ الْأَماني أَصْبَـحَتْ عِنْدَ غَـيْرِنا
وَكَـيْفَ السُّـؤالُ الْيَوْمَ؟.. وَالــرَّدُ لاءُ
***
وَمَنْ شاءَ يَبْـقى ثـابِتـاً فَـوْقَ أَرْضِـهِ
سُـيُـخُـلي دِيــاراً ، باعَـها الْـوُجَـهـاءُ
***
فَـمَـنْ سَـيَـرُدُّ الْيَـوْمَ وَجْـهـاً لِأَصْـلِـهٍ
وَشَــأْنـاً ، وَديــنـاً بـاعَـهُ الْـفُـقَــهـاءُ
***
وَمَـنْ سَـيُـعـيدُ الْآنَ قَـلْبـاً لِنَـبْـضِـهِ؟
وَمَـنْ غَـيْـرُهُ يَـقْـتَـصُّ أَنّـى يَـشـاءُ؟
***
هُوَ اللَّهُ حَسْـبي في بَـلائِي وَذُلِّـكُـمْ
عَـزائي لَكُـمْ صَحْـبي وَبَـيْـتي عَـزاءُ
***
تُـدَغْـدِغُـنا الْأَحْـلامُ يَـرْتَـدُّ وَعْـدُهـا
وَتَـحْـمِلُـنا الأوهـامُ …حَـيْثُ تَـشـاءُ
***
تُـغــادِرُنـا أَسْـبـابُ مَــجْـدٍ وَعِــزَّةٍ
وَنَـزْعُـمُ شَـيْئـاً.. هابَـهُ الْعُـظَـمـاءُ
***
دَمـي حافِـلٌ بِالْأُمْـنِيـاتِ وَبالْـهَـوى
رُوَيْـداً … فَـهذي الْأُمْـنِيـاتُ عَــزاءُ
***
سَأُعْـفيكَ مِـنّي، إِنَّ حُـزْنَـكَ قـاتِـلٌ
وَقَـلْبـي عَـلـيلٌ … وَالْأَمـاني عَنـاءُ
***
وَوَحْـدَكَ تَقْـضي دَيْنَ نَوْمِـكَ زائِـداً
وَغَيْـرُكَ يُرْبي حَـيْثُ مُـصَّـتْ دِمـاءُ
***
سَتَـحْـتاجُ أَنْـواراً لِـقَـلْبِكَ كَيْ تَـرى
أَمـامَـكَ رَكْـبـاً يَـقْـتَـفـيهِ الـضِّـيـاءُ
***
لِأُمَّــتِـنـا، في كُـلِّ يَــوْمٍ، مَـهـانَــةٌ
يَـنُـوءُ بِـهـا خَـلْـقٌ وَأَرْضٌ وَمــاءّ
***
رُوَيْـدَكَ قَلْبي مِنْ شُـواظٍ وَحُـرْقَـةٍ
أَلا كَـيْفَ لا يُـثْـنيـكَ هـذا الْـعَـياءُ؟
***
أَرى مانِعاً في الْحُبِّ قَدْ صارَ ماثِلاً
عَـلى جَـبَلٍ، نـاراً وَفيـها الْخُـيَـلاءُ
***
لَعَلَّ انْشِغالَ النّاسِ أَعْطـاكَ فُـرْصَةً
فَـصـارَ يَـنـالُ الْحُـظْــوَةَ السُّفَـهـاءُ
***
قَدِ ارْتَبْتُ في قَلْبي وَفَتَّشْتُ رُكْـنَهُ
وَجَـدْتُ عُيُـونـاً.. بَـثَّـها الْعُـمَـلاءُ
***
قَدِ اغْتـيلَ هذا الْقَلْبُ في عُنْـفُوانِهِ
وَ قَـدْ مـاتَ شَـيْءٌ فيهِ حـاءٌ وَبـاءُ
***
أَلا أَيُّـها الُعُـمْرُ الَّـذي ما انْتَـظَرْتَـني
رُوَيْـدَكَ لا تَـجْــري… فَـإِنّي أَشـاءُ
***
لَنا رِفْعَـةً لَمْ يَبْقَ مِـنْ مـاءِ وَجْهِـها
سِـوى الْمُرْتَجى في رَبِّـنا وَالدُّعـاءُ
***
إِلـهي، لَقَدْ أَخْـفَـوْكَ عَنّا وَأَفْـرَغُـوا
صُنوفَ الْهَوى فينا ، فَطـاحَ الرِّداءُ
***
أَعِدْنا لِبَدْءِ الْخَلْـقِ، رَتِّبْ حُروفَـنا
وَعَـرْشِكَ ، فَإِنَّـنا مِنْ عُيـوبٍ بَـراءُ
***
أَلا أَيُّـها الْحَـظُّ الَّـذي ما عَرِفْـتَـني
عَـرِفْتُـكَ مُحْـتـالاً، وَفيـكَ الرِّيـاءُ
***
مَـشَيْـنا طَـريقـاً لا نَـراهـا بِقَـلْبِـنا
فَـلا غَــيْـرُنـا يُـبْلـي حَيْـثُ الْهُـراءُ
***
فَقَـدْنا خُطـانا وَهْيَ تَـكْبُـو أَمـامَنا
جَـثَمْـنا بِـما يَكْـفي لِـمَـنْ فـيهِ داءُ
***
لَقَدْ بَعْـثَرَتْ مَعْنى الْحَياةِ وَضَيَّعَتْ
عُــروبَـتَـنا، إِذْ عـاثَـهـا الْـغُــرَبـاءُ
***
وَإِنَّـني إِلى هذي الْمَسارِحِ نـاظِـرٌ
وَأَزْعُــمُ … أَنَّ الْأَمْــرَ فـيـهِ الْأَداءُ