كأس أنسِ…

د. ريم سليمان الخش-شاعرة سورية

ثَمُلتَ فقَد شربتَ دماءَ حسِّي
ولم تَتْرُكْ شَفَا رمقٍ بِكَأسِي

.
ولم تَأْبَه بصُوفيٍّ نديمٍ
صببتَ له المصاعب كأس أُنسِ

.
فُتنتَ به صريعا ذات شعرٍ
نَدَامَاه الهَوَى وفيُوض حدسِ

.
لتسكبه على حانوت فسقٍ
مباحا للشراب بسعر بخسِ
*
فديتُكَ من لئَيمٍ رامَ حربًا
فديتُكَ من قنا الهيجا بنَفسي

.
فديتَكَ في الكريهة أنْ تُبزّا
ولم أحفِلْ بتجريمي وبؤسي!!

.
وغرتُ على الرذيلة سيف طهرٍ
يطاعنهم، ودرعُك قلبُ بأسي

.
ولم أرغَب سِوَى أن تبقَ نجمًا
مضيئًا بارقًا من دون لَبسِ
*
أحبُّكَ لَمْ تُرَوّعني الرَّزَايا
ولو جلبت عَليَّ سعار نحسِ

.
فَلَم تستنفدِ الطعناتُ قلبي
ولم تكتُم أيادي الشر همسي

.
وشمعكَ ما يزال بلا انطفاءٍ
لسرمدِه ومن أصقاع أمسي
*
وتسألني البديهة ما ستلقي؟
بحانوتٍ به أدميتَ كأسي!

.
وهل في جُرعَة الإدمانِ سرٌّ
ثملتُ به إلى أن ضاع رأسي!؟

.
فلم أبلغ خلاصا شاعريًّا
ولم يطأ الهوى أعتابَ يأسي
*
أقول لها رويدك إنّ دنّي
عتيقُ الخمر نوارٌ كشمس

.
وإنْ جار الزمان عليه بخسا
سيبقى كالجواهر دون مسِّ

.
ينابيع البصيرة في انهمارٍ
ليُسقى من سنا الرحمن حدسي
*
على كفّ الضياء تركت قلبي
ليشربَ من فُيوضِ الله غرسي

.
ويبقَى الحُبُّ قِدِّيسًا وليًّا
ولو ملء الفضا من خبث جنسِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى