مَتى سَيَنْهَضُ مِنْ أَنْقاضِنا الْبَطَلُ (14)

عبد الصمد الصغير |  تطوان- المغرب

يا صاحِبي، أَيْنَ تَمْضي طالِباً عَدَماً
وَ  كَيْفَ  تَرْنو ؟!  وَأَنْتَ راجِعٌ  نَزِلُ

يا  قاطِعاً   رَحِماً  .وَ  هارِباً  بِدَمي
إِلامَ   تَرْمي؟!  وَسِرَّ  اللِّئامِ  تَفْتَعِلُ

أَنْتْ الْمُطيحُ  بِنا، ما عُدْتَ مُخْتَبِئاً
هَلْ خامِدٌ حينَ يَغْفو لَيْسَ يَشْتَعِلُ

طالِبْ  بِنَفْسِكَ إِنَّ  النَّفْسَ ضائِعَةٌ
وَاجْمَعْ تُراباً، فَهَذي الْأَرْضُ تَهْتَزِلُ

فاخِرْ  بِذُلٍّ  .. فَذاكَ الْعِزُّ  مُنْقَرِضٌ
عَلِّمْ  عُروبَتَنا   مَشْياً . بِهِ  الْحِوَلَ

حُلْمي سَيَظْهَرُ في عَيْنٍ بِما دَمَعَتْ
وَ الْباقِياتُ  لَها ..تَعْمى بِهِا  الْمُقَلُ

أَوْجاعُنا  قَفَزَتْ مِنَّا ،  وَ قَدْ تَعِبَتْ
بِالْخاذِلينَ لَنا .. قالُوا  وَما  فَعَلوا

أَسْماؤُنا  سَقَطَتْ  مِنّا عَلى وَرَقٍ
يَتيمَةً   .. رَبُّها  مُسْتَعْرِبٌ    كَفِلُ

دُموعنا مِنْ   رُؤوسِنا   قَدْ  نَزَلَتْ
كَما   تَنَزَّلَ   سَيْلٌ  تَحْتَهُ   الدَّغَلُ

كُلُّ  الَّذينَ  ابْتَنَوْ داراً عَلى سُحُبٍ
سَيَسْقُطونَ   بِلا   اسْمٍ  فَيُبْتَدَلُوا

أَصْلٌ   تَرَدّى  بِعَوْنِ   اللهُ  نَرْفَعُهُ
فَرَّ الَّذي عِنْدَ وَقْتِ الشُّغْلِ يَعْتَطِلُ

اِغْتَرَّنا  .. راحِلٌ   يَفْنى   بِلا  أَثَرٍ
وَ اسْتَوْلَناساحِرٌ  في يُمْنِهِ الشِّمَلُ

فَاسْتاءَنا   زَمَنٌ   إِذْ ساءَ  مُسْرِفُهُ
وَ  انْتابَني  شاعِرٌ  مُسْتَأْسِدٌ  نَصِلُ

وَ  اخْتارَنِي . قَدَرٌ   جَرى لِأُنْشِدَنا
مَدْحاً هِجاءً وَ أَنْفاساً هِيَ  الطِّوَلُ

عَلِّمْ ضَميرَكَ أَنَّ النَّفْسَ حينَ طَغَتْ
أَعْمَتْ  سَنا وَ  تَجَلَّتْ  فيكَ  تَمْتَثِلُ

طَوِّعْ  لِسانَكَ وَ اشْحَذْ كُلَّ  دافِقَةٍ
وَ ارْكَبْ بُحُوراً بِها نَشْدو وَنَسْتَجِلُ

أَتَجْعَلُ   الْقِرْدَ  فيلاً  طائِراً  لِعُلا؟!
آلاؤُهُ   مِنْ   قِناعٍ .. فيهِ   تَحْتَوِلُ

صَبَّ  الْفُؤادُ  بِشَوْقٍ  لا حُدودَ  لَهُ
وَضاقَ صَدْري هَوى يَبْدو  فَيَأْتَفِلُ

رَمى   لِقَلْبي  بِأَشْواقي  وَظُلْمِهِمُ
لَمَّا    تَفَرَّقَ  فيهِ   الْخِلُّ  وَالنَّجِلُ

لَوْ لَمْ  تُثِرْ صَخَباً يَرْمي بِنا قِطَعاً
لَكُنْتَ   نَبْضاً  لَنا في  بَيْنِنا يَصِلُ

لَئِنْ   تَكُنْ   لَكَ  عِنْدَ   اللهِ مَنْزِلَةً
لَنِلْتَ مِنّا  الْهَوى  يْشْفي وَ لا يَعِلُ

سَرَقْتَ   مِنّا  مَتاعَنا   كَما  حُلُماً
وَلَّيْتَنا    وَقِحاً  بِالْجَهْلِ   يَكْتَحِلُ

مَنَعْتَ عَنّا الْهَواءَ  وَالضِّياءَ وَ ما
في صُدورٍ لَنا  قَدْ  خَطَّهُ  الْأُوَلُ

يا مُنْجِداً لَيْسَ يُجْدي حينَ نَطْلُبُهُ
وَ   يا   تَخَلُّفَ رَكُبٍ  حينَ   يَتَكِلُ
 
يا  رَبَّنا كُنْ  لَنا  عَوْناً  وَ خَيْرَ   يَدٍ
يا   وَيْلَنا   آجِلاً   يَنْمُو  وَ  يَمْتَهِلُ
                                 يتبع …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى