رسالة من محمد الماغوط
عبد الرزاق الصغير | الجزائر
لازال إسمي عبد الرزاق
ولازلت أحمل نفس فصيلة الدم ، والوهم ، والخانة ، والثقب في الذاكرة
والبصمة ، ولون العين
لازلت أحب الشعر ، والتسكع بعد منتصف الليل
لازال بي مس من جنون الشعراء
لازلت أحبذ الوحدة
أصيخ السمع للأشجار ونوار البراري
مقاس حذائي أربعون فجوة
كل قمصاني زرقاء أو رمادية
أحب المطر
و دفاتري مغيمة
و لا أحب الخمر والميسر وأصابع المومسات
كما لا أحب شطائر وصلصة النقانق الجامدة في الخبز
لم يتغير اسمي وجنسيتي
اللذان لازلت أذيل بهما قصائدي
لازالت نفس النخلة على الرصيف الأيمن
مقابل العمارة الخالية في القصيدة الخامسة في الديوان الرابع
لازال النباح قويا
جدا
×××
لم يقشعر جسدي
ولا وقف شعر رأسي
ولا تجمدت من الخوف
لمنظر القطط والكلاب السود ليلا
وهي تدخل وتخرج من فراغ بين قبرين كأنها عاقلة
وهذا لسبب بسيط وهو لأني لم أعمل الخيال ولم أرها غير قطط وكلاب
المهم في اليوم التالي في العمل
سلمني عون الأمن قفة بها برطمنات أكل
قائلا جذبتها لك امرأة جميلة لكنها سوداء
لم تك لي أنذاك علاقة بأي امرأة بيضاء أو سوداء أو زرقاء
تسلمت القفة كان في منشفة الخبز ديوان شعر محمد الماغوط
أخذت جانبا تحت ظل شجرة صنوبر وسور الورشة
ولم يسأل علي أحد حتى موعد الانصراف
كنت قد أتيت على كل القصائد
إلا واحدة
كنت كلما أتجاوزها أرجع وأعيد قراءتها
وأعيد قراءتها ولم أشبع
لم أشبع
لم أسأل نفسي
عن من أحضرت القفة