لا تذبحوا الندى.. دعوا الندى للصباح
شعر: بديع صقور | سوريا
الاغتيالُ يطالُ عصافير الريح
الغبار يرشق نوافذ الماء..
مشهد عبثي،
ولا من يسفح دمعة حزنٍ على العصافير.
****** ******
الأحلام سحابة عابرة ..
زنار من المطر يطوق خصر الحقول
حقيبةٌ من غربة، وقمر بعيد .
****** ******
في غفلة من الليل
بينما كانت تتسكع في أزقة الجمر
احترقت وسادة النوم .
****** ******
أنين قلوبهم يصلني من أعماق القبور:
– من أعطب عجلات الأيام ؟
– من يرفع الأثقال عن كاهل هذا العجوز ؟
ذرةُ حبٍّ تمنع هذهالأثام التي
تدفع إلى القتل؟
****** ******
طيفٌ مترهل
قوسُ قزحٍ تجرّه بنات آوى
تحت وقع السنابك . .
وفي ردهة الوحل تعلو حمحمات
” الفيسبوك ” .
****** ******
قتلة الهنود الحمر يطلعون من أقبية
ال “تويتر”
السنابل تحترق ،
والقناصة يطلقون النار
حتى على الأصوات العابرة .
****** ******
الليل ارتدادات متوالية
البرابرة قادمون . .
إذا ما انقطع حبل الأرجوحة
لا تفاجأ بسقوط أجنحة الشجر .
هذه الأرحام مقبلة على خريف
لن يكون بعده شتاء.
****** ******
لا كانون نشعله في بيت الأيائل
الوردة ترتجف من العطش
غطاءٌ من برد ،
و” لا شيء أكثر “.
****** ******
لحظة ألبسوه بياض الكفن
غسَّلته بـكمشة من عطر ودموع .
****** ******
أرخى النهر جدائلها على كتف القيظ
شفاه العاشقة يابسة مشققة..
برارٍ مرمية على قارعة الخريف
كيف ابتعدت عن واحة الحبِّ ؟ !
****** ******
شحوب على ثغر المساء
أغصان المنارة بدأ يدبُ في عائلتها الذبول
ولا ضوء يبدّد هذا الشحوب .
****** ******
في العبور الأبدي
تستريح تحت ظلال الثلج ..
لست من اختار العبور إلى بوابة الغياب .
****** ******
بين أن تشدّني إلى حضن الأمومة . .
بين حفةِ مطرٍ ترطب شفاه النخلة
بين رفيف القبرة ، وأطلال الخراب
خنجرٌ يقطرُ دماً ..
عند حقول الموتى بضع نائحات
ومقبرة مفتوحه الجهات.
****** ******
أسرح صوتي في سهول الظلام
السهول بلا حدود ..
عارياً تحت شبابيك الخوف
أنتظر قدومهم..
دائماً !.تجبرنا الظلمة على التعري
في حضرة الوجع.
دائماً !. فوضى واعدة في ظلّ
ديمقراطية الدكتاتوريات الزائفة.
****** ******
دعوا هذا الموت
يعتلي ظهر الخراب وحيداً
دعوا الصبايا يقْطفن أزهار الحبِّ بأمان
دعوا الأولاد يلْهون في ساحات المدارس
دعوا هذين الصغيرين يتأرجحان
في أرجوحة الحديقة..
دعوا هذه الأم تعد العشاء لابنها الغائب
دعوا هذا العجوز يصلي بسلام
دعوا هذه السيدة تسوي زينتها
لزوجها العائد من ظلماتِ الغربة
دعوا هذا العاشق يقفزُ كغزال
دعوا هذه المتيمة
تعلق زهرة على وسادته
دع بندقيتك جانباً وارم جعبة الرصاص
إلى قاع النهر..
قد تعود في المساء
قد تعود ولا تجد ولو زهرة واحدة
معلقة على سرير طفلك !.
قد تعود ولا تجد من تضّمه إلى صدرك
إلا الفراغ !.
وقد!.. وقد!..وقد!.