بقلم: انتصار الجنابي
من هو رشيد علامة؟
أدى دور القاضي عامر بن شراحبيل الشعبي الفقيه الإسلامي وقاضي الكوفة الشرعي.. كان ذلك الدور في مسلسل رجال القضاة الجزء الثاني أنتج عام ١٩٨١ وهو من إخراج امين الطريفي والمخرج المساعد سالم الكردي وسيناريو وحوار جلبهار ممتاز. أما عن طاقم العمل فقد ضم المسلسل نخبة من المع نجوم الدراما اللبنانية آنذاك وعلى رأسهم الفنان القدير رشيد علامة مع الفنان زكريا المصري ومحمد الكبي والفنان أحمد بديعة بالإضافة إلى الفنان المبدع داوود جلاجل والفنانة هند طاهر. وقد كان ذلك المسلسل من أشهر المسلسلات التاريخية التي أنتجتها الدراما اللبنانية وبكل جدارة هذا وقد برع الفنان القدير رشبد علامة في ذلك المسلسل الممتع من خلال تجسبده لشخصية القاضي عامر المللفب بالإمام الشعبي الذي اشتهر بالفقه والقضاء في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز والذي عينه قاضيا شرعيا في الكوفة.وقد أبدع الفنان رشبد علامة في ذلك الدور لما يمتلكه من فصاحة اللسان وعذوبة الكلام وسلامة المنطق.
فمن هو رشيد علامة؟
رشيد علامة فنان لبناني من مواليد ١٢ يناير عام ١٩٣١م يحمل الجنسية اللبنانية أما عن ديانته فهو مسلم بدأ مشواره الفني عام ١٩٦٤م وكانت سنوات نشاطه حافلة بالنجاحات منذ عام ١٩٦٤ حتى عام ١٩٩٤.أما عن الحالة الاجتماعية فهو متزوج من الفنانة ناديا طبارة، ولديه من الأبناء: صبا ووعد.
رشيد علامة بين التمثيل والإخراج
بدأ مشواره الفني عندما أسس فرقة صغيرة في أوائل فترة الخمسينيات من القرن العشرين هذا وقد شهدت حياته الفنية تنقلا بين بلده لبنان وبين المملكة العربية السعودية حيث قام هناك بإعداد وإخراج بعض المسلسلات الإذاعية، ثم عاد مرة أخرى الى بلده لبنان وقد انعطف نحو السينما والتليفزيون، حيث جسد أدوارا مازال صداها في الذاكرة الفنية. وكانت مسلسلاته هادفة ولها تأثير على المشاهد العربي وقد أقنع الجمهور بأعماله الدرامية التي تتطرق إلى التراث العربي والإسلامي هذا بالإضافة إلى إتقانه اللغة العربية الفصحى بلباقة وبجدارة .
من أبرز اعماله الفنية:فيلم حسناء البادية عرض في 1964، وفيلم ليالي الشرق في عام 1965، وفيلم الصياد والجمال 1965، وفيلم الجكوار السوداء 1965، وفيلم إنتربول في بيروت، وفيلم الرهينة، وفيلم الدلوعة 1966، وشارع الضباب عام 1967، وفيلم وداعاً يا لبنان عام ١٩٦٨.
أما عن مسلسلاته فلديه كم هائل من المسلسلات الناجحة التي لاقت استحسان الجمهور اللبناني والعربي فكانت مشاركته في مسلسل بعنوان: سر الغريب عام ١٩٦٧ جسد فيه شخصية عبد الرحمن الثقفي وشاركه البطولة الفنان عوني المصري، والفنانة آمال العريس، ولمياء فغالي وكان من إخراج أنطوان ريمي ثم جاء مسلسل الوصية عام ١٩٧٠، ثم توالت النجاحات من خلال أشهر الأعمال التي قدمها منها مسلسل كان يا ما كان إنتاج عام ١٩٧٢ بالإضافة إلى مسلسلات أخرى لا تقل شأنا عنها ومنها مسلسل مقامات الحريري إنتاج عام ١٩٧٢ ومسلسل اليد الجريحة في عام ١٩٧٤ والعقد الفريد عام ١٩٧٨ رجل ومواقف في عام ١٩٨٠ ثم مسلسل رجال القضاء في عام ١٩٨١ وهو من أشهر المسلسلات التاريخية التي جسد فيها أدوار البطولة ونال شهره واسعة في الوطن العربي، هذا بالإضافة إلى مسلسل حكايات الأصمعي، ومسلسل أواخر الأيام ومسلسل الأمانة في عام ١٩٨٢، ومسلسل ويبقى الإسلام الأمل في عام ١٩٨٣، ومسلسل الفجر في عام ١٩٨٧م أما عن آخر مسلسل شاركة فيه كان مسلسل مع الإنسان عام ١٩٩٤
الثنائي رشيد علامة وناديا طيارة
لقد شكل الفنان رشيد علامة ثنائيا جميلا مع زوجته الفنانة اللبنانية ناديا طبارة فهي فنانة قديرة لعبت دور الزوجة وشاركته البطولة في عدد من المسلسلات الرائعة فهي متمكنة من اللغة العربية الفصحى وأظهرت براعتها في تجسيد أدوارها وخصوصا في دور الزوجة في المسلسلات التلفزيونية التي شاركته البطولة فيها وقد ساعدها وقدم لها التوجيه والنصيحة لكي تظهر بالمستوى المميز الذي اشتهرت فيه وهي في الحقيقة الزوجة والأم لأولاده وقد نجحت في الدور كما نجحت في الواقع.
فتى الدراما التلفزيونية وبطل المسلسلات التاريخية
لأنه يتمتع بصوت جهوري وفصاحة اللسان وجمال المنطق أسندت له أدوار البطولة في المسلسلات التاريخية التي لاقت شهرة كبيرة في لبنان ومعظم البلدان العربية، ومن أبرزها مسلسل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، ومسلسل سعيد بن المسيب، وابن تيمية أما عن المسلسلات التي تطرقت إلى التراث العربي ومنها مسلسل حكايات بديع الدين الهمداني، وحكايات الحريري وكذلك المسلسل الشهير العقد الفريد وكل تلك المسلسلات نالت رضا الجمهور العربي واستحسانه .لقد كان الفنان رشيد علامة مدرسة تتلمذ على يديه عدد كبير من نجوم الدراما اللبنانية ومنهم الفنان القدير عبد المجيد مجذوب والفنان ماجد والفنان أحمد الزين وغيرهم .
نهاية العملاق ورحيله
توفي الفنان القدير رشيد علامة في ٢٦ نوفمبر عام ٢٠٠٢ في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز ٧١ عاما، وبهذا أفل ذلك النجم الساطع في سماء الدراما اللبنانية وقد ترك لنا إرثا دراميا وسيرة تجسدت في مسلسلات تاريخية قيمة لا تُنسى أبدا ولن يُنسى ذلك العملاق وما تزال أعماله عالقة في الذاكرة وكان آخرها مسلسل مع الإنسان عام ١٩٩٤.
