الضريبة على المسارح في مصر: تهديد للثقافة والفنون
فرحات جنيدي| كاتب وفنان مصري
تقدم الضريبة الجديدة المفروضة على المسارح في مصر تحدياً كبيراً للثقافة والفنون في البلاد. يُظهر هذا القرار الضريبي عدم فهم الحكومة لأهمية الثقافة والفنون في تطوير المجتمع والحفاظ على هويته الثقافية.
بدلاً من دعم الثقافة وتشجيع النشاط الثقافي، تمثل هذه الضريبة عقبة جديدة أمام المسارح والفنانين، مما قد يؤدي إلى تراجع في الإبداع وتقليل في التنوع الثقافي. بينما تواجه المسارح بالفعل تحديات مالية، يُضاف الآن عبء إضافي من الضرائب، مما قد يجبر بعضها على الإغلاق نتيجة لعدم قدرتها على تحمل التكاليف الإضافية.
من الظلم والعدم المنطقي أن تُفرض ضريبة على مسارح تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي للبقاء، خاصةً مع تكاليف الإنتاج والدعاية المرتفعة. يجب على الحكومة إعادة النظر في هذه السياسة الضريبية وتبني حلول عادلة تضمن استمرارية المسارح وازدهار الفنون في مصر.
تقديم الدعم المالي وتقديم حوافز للمسارح والفنانين يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز النشاط الثقافي والفني في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة تخفيض الضرائب على العروض الفنية والفعاليات الثقافية، وزيادة ميزانية وزارة الثقافة لدعم المشاريع الثقافية.
من المهم أيضًا أن تستمع الحكومة إلى مطالب الفنانين والمثقفين، وتعمل معهم لخلق بيئة إيجابية تُشجع على الإبداع والتعبير الثقافي. حماية التنوع الثقافي والفني في مصر يجب أن تكون أولوية للحكومة، وعليها أن تتخذ الخطوات اللازمة لدعم هذا القطاع الحيوي.
باختصار، الضريبة على المسارح ليست حلاً مناسبًا لزيادة إيرادات الدولة، بل هي ظلم يهدد بقاء الثقافة والفنون في مصر. يجب على الحكومة إعادة النظر في هذه السياسة الضريبية وتقديم الدعم اللازم للثقافة المصرية.
الكاتب فرحات جنيدي