أدب

وداعًا أبا نوفل

في رحيل الأستاذ الشاعر: وهاب كريم الحلّي

شعر: سعيد جاسم الزبيدي | مسقط

أيدري الرَّدى مَن ذا أصابَ فَأَوجعا
وأَبكى دمًا فيهِ رويَّا ومَطْلعا

***

وأفقدنا صوتًا حبيبًا تَخالُهُ
رذاذًا متى يَهمي على الكونِ أَمْرَعا

***

وصدَّعَ شملاً كان يلتحفُ المُنى
إلى مقبلٍ للناس في العيشِ أَوْسَعا

***

وهل مِثلُه لو يصحبُ الحرفُ غيرَهُ
فهلْ يُبدعُ الشعرَ الذي كان أَبْدعا

***

أبا نوفلٍ مَن بعدُ للصورةِ التي
رسمتَ، فكانتْ هَهنا علمَنا معا

***

فخلَّفتني في غُربتي أعلكُ الأسى
ألملمُ وحدي من لظى الهمِّ أَضْلُعا

***

أبا نوفلٍ يا مُلهمي، ومُعلِّمي
فكيفَ إذا يأتي القريضُ مُقطَّعا

***

ومَن لي إذا ما عَنَّ طيفُ بلادِنا
وبرَّحَ بي شوقٌ أُناغيهِ مُربِعا

***

تشيرُ لأمرٍ نلتقيهِ مآربًا
على رملةٍ بينَ الفراتين مَوضِعا

***

نسامرُ فيها من شدا قبلِنا هوًى
وحيًّا ضفافاً فاستراحَ وودَّعا

***

أبا نوفلٍ لا يصدقُ الشعرُ هَهنا
سوى أَنْ يُرى يجري لفقدِكَ مدمعا

***

ولم يبقَ في ميدانهِ غيرُ شاعرٍ
ألوذُ به كيما يخفّفُ مّوْجِعا

***

عنيتُ (الربيعيَّ) الذي ملْءُ جيبِهِ
وفاءٌ نعمنا فيهِ عينًا ومَسْمعا

***

أبا نوفلٍ إن الرَّدى كان بيننا
حسوداً فأردى ثم صالَ وأَفْجَعا

***

ولاسلمتْ منه القوافي ولا الرُّؤى
ولا هذه الآمالُ، فالكلُّ أَزْمَعا

***

وليس سوى أَنْ أطفىءَ الهمَّ بالذي
يقولُ وما للمرءِ إلا بما سعى

***

فأينَ أبي يا حسرتا ثُمَّ أينَ مَنْ
تحدَّى الرَّدى زعمًا ومن قبلُه ادَّعى

***

أبا نوفلٍ خلَّفتَ أجملَ سيرةٍ
وذكرى ستبقى أَنْ تؤرخَ مُبدعا

***

أبا نوفلٍ قد كنتُ أرجوكَ أَنْ ترى
تُؤبِّنُني أَنَّى سبقتُكَ مَصْرَعا

***

أيا ابنَ (صفيِّ الدينِ) والحلَّةِ التي
غدتْ بكَ ثكلى إذ تؤملُ مَرْجعا

***

وأختمُ بالمسكِ الذي فيه نقتدي
بطه وآلِ البيتِ والصَّحْبِ أَجْمَعا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى