لاتتركوا التاريخ يهزأ بنا أكثر
سمير حماد| سوريا
أين تتجهين بنا أيتها السفينة في هذا العالم المجنون؟
أين تتجه بنا أيها الزمن في هذا البحر المتلاطم من الكراهية والعبث والموت؟
أين سنجد مرسانا في هذا الضباب الكثيف وفي هذه الآفاق القاتمة؟
كل شيء في عالمنا يدعو للذهول يدعو للصدمة والموت البطيء أمام هول ما يجري كلّ يوم تمتدُّ فيه الأزمة تموت مشاعرنا أكثر، وتتبلّد أحاسيسنا أكثر، ويخمد عقلنا وتفكيرنا أكثر، وأكثر …
كيف نحمي الطفولة والأبناء الذين يتفتح وعيهم على هذا الواقع المزري الذي يتقطّر ألما ودماً؟
كيف نزرع الأمل في تربة الألم؟ كيف سنعلّمهنم بعد كل ما جرى قيم المحبة والإخاء والتسامح وقبول الآخر المختلف؟
كيف سنجعلهم يتعايشون من جديد بعد كلّ هذا التمزّق الهمجيّ مع أبناء العقائد والغثنيات المختلفة على التراب نفسه؟ هل سيكون بإمكانهم استيعاب التعددية السياسية والحزبية والدينية بعد كل هذه الدماء وهذا الدمار؟ كيف سنعلمهم أدب الحوار والإصغاء وأدب الكلام بعد أن طغى صوت الرصاص على كل شيء؟ كم ستكون المهمة صعبة في ظل هذه الظروف القاسية.. والمحيطة والتي ستفرض دورها في تربية السلوك وتفرض نفسها على صياغة العقل الناشئ والتحكّم بالمشاعر والوجدان؟
كم نحن بحاجة للجهود الجبارة كي نفلح في الحروج من هذا المحنة القاسية التي لم تتعرض لها بلادنا عبر العصور .
لاتتركوا التاريخ يهزأ بنا أكثر فتّشوا عمن يحبون الوطن فبيدهم وحدهم مفتاح الخلاص.