مُوسمٌ للحُطَام

يحيى السداوي | العراق

لماذا تَسيرينَ كَثلجٍ بنارٍ

وفيكِ إحتراقٌ وفيَّ عذابٌ

وفي نارِ هذا الحَريقِ أذوبُ.

كأنَّ إندمالَ جِراحي ظُهورٌ عتيقٌ

وذَنبِي لأنِّي منَ الذنبِ لا أتُوبُ أتُوبُ.

 

كَأنكِ بَعدُ لَم تُولدِي

وإنَّ حَياةَ الترابِ تعودُ

تسيرينَ حتَّى بِدَايَاتِ الظَّلامِ

وَحتَّى إنتحاءآتكِ نَحوَ اللَّهيبِ

تَقاسَمتهِ مِن بَينِهم مُستَحِيلٌ

عَلى ومضِ نَهرٍ خَضيبٍ، خَضيبُ.

 

تعودين مِن غَمرةِ الإندِثارِ

ستأتينَ نَحوِي وهذا السُّقامُ

وكلُّ العُيونِ تَرَاكِ

بِأطيافُكِ التِّي أوغَلَت في الذهابِ

يُسأئِلنَ قلبي فَماذا أُجيبُ أُجيبُ.

 

تُدندِنُ في ظُهرِ تمُّوزَ شمسٌ تُغنَي

لقَد أولدَ الموتُ حملَ النساءِ

بعدَ إنتهاءِ الصباحِ

وَهَذا المساءُ طويلٌ

فَلا بُدَّ للناسِ سُودُ المنايا تَنوبُ تَنوبُ.

 

يُدندنُ في ظهرِ تمُّوزَ بومٌ حَكيمٌ

لقَد أسّقطَ الذنبُ كُلَّ البناتِ

وكُلَّ البنينَ بوزرٍ

إلى باحةٍ بُرهةٍ من زمانٍ

وطيرُ الهلاكِ عَلَيهِم يَجُوبُ يَجوُبُ.

 

فهيَّا لِنَصنَعَ سُلَّماً للسَلامِ

لِنَجلُبَ مِن أمسِ ضَوءَ النَّهارِ

نَسيرُ لكي لا يَرانَا الغروبُ.

على عَرصةِ الموتِ يَصحُو الضَّمير

وَيَصرِخُ يَانَصبَ حُرَّيَتِي

مَجَامِيعَ أبنَ عُرسٍ تَجوبُ تَجُوبُ.

 

فَلا تَرجعي ولن ترجِعي

دُونَ إكسيرِ هذا الفِراق.

دونَ بعضِ العقارِ

فإنَّ العراقَ مَريضٌ

أوجعتهُ الخُطوبُ الخطوبُ.

 

سَيُقتِلُ في الارضِ الفَ عامٍ

وَيَمتدُّ حتَّى عروقَ الفَسِيلِ

لِخرُجَ جِيلُ البَساتينِ دَامٍ

وسَعفَ النخيلِ بَنادِقَ ثَأرٍ

وكلُ إصطباحاتُ المناجلِ

تَرقصُ في مَوسمٍ للحُطامِ

لِيرجعَ بَعضَ العراقِ عِرَاق

ليرجع فينا

الضميرَ الغَصِيبَ خَصِيبُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى