تأملات في الإسراء و المعراج
شعر: زيد الطهراوي| الأردن
هذا الخليلُ إلى الرحمنِ مرجعُهُ
لا خاب من كان بالرحمن معتضِدا
هذي خديجةُ غابت بعد أن وهبتْ
خيرَ الأنامِ صنوفَ الخيرِ و الولدا
قد ناصرتْهُ و جُلُّ القومِ قد نشطوا
يكافحونَ رسولَ اللهِ و الرشدا
و عمُّه غابَ بعد السعيِ في دفْعٍ
عن الخليلِ فوَفَّى كلَّ ما وعدا
حتى أستدارتْ عيونُ القومِ ظامئةً
فأرسلوا الظلمَ و الأحقادَ و الكَمَدا
عانى من الطائفِ الأهوالَ في جَلدٍ
فأثمر الصبرُ جبرَ اللهِ و المددا
أسرى به خاشعاً في الليل مُلتَجئا
لله يجلو همومَ القلبِ و الكَبَدا
و الأنبياء أتَوا للمسجد الأقصى
صلى بهم أحمدٌ كي يُحرزَ المددا
هذا الإمامُ رسول الله خاتِمُهم
و كُلُّهم جاء بالتوحيدِ و اعتقدا
و في الإمامةِ تبيانٌ و مرحمةٌ
بأنَّ من دانَ للإسلامِ قدْ رشدا
هذا النبيُّ له العلياءُ أن قنِعتْ
بنورهِ إذ يزيلُ العتمَ و الرمدا
مكرمٌ من إلهِ الكونِ ثبَّتَهُ
بمعجزاتٍ تنيرُ الروحَ و الجسدا
من بعدِ ما خذلَ الكفارُ شِرٍعَتَه
أذاقه اللهُ نور الحقِّ فاتَّقدا
و أحرز المسجدُ الأقصى مكانتَه
أن زاده اللهُ تشريفاً بما وردا
في الذِّكْرِ في سورةِ الإسراءِ إذ ظهرتْ
دلالةُ الرَّبٍطِ تُقصي الزُّورَ و الزَّبَّدا
من الحرامِ إلى الأقصى فكنْ فَطِنا
واحفظهما إن رغبتَ الحفظَ و الرَّغَدا
واصدعْ مع المسجدِ الأقصى فغربتُه
طالتْ و عاينت التنكيل و النَّكَدا
هو الأسيرُ بقيدٍ صِيغَ من عُقَدٍ
وواجبٌ أن نزيلَ القيدَ و العُقدا
وكان معراجُ خيرِ الخلقِ ملتقِيا
بالأنبياء دعاةِ الحقِّ إذ قصدا
نحو السماواتِ جبريلٌ يسايرُهُ
فيرتقي القلبُ في نورِ الهدى صُعُدا
إنَّ الرسولَ له ربٌّ يُؤيِّدهُ
ويَمنحُ العبدَ حبلَ العونِ و السَّنَدا
و اذكرْ أبا بكرٍ الصًِديقَ يَفجَؤُهم
أن صدَّق الخبرَ الموثوقَ مُعتقِدا
فَبدَّدَ الشكَّ في أرجاءِ مَكَّتِهِ
وثَبَّتَ الغيْبَ في أعماقهِ وتدا
يا واهبَ الكونِ أفضالاً و مرحمةً
أنت المؤمَّل فاصرفْ كيدَ منْ حَقَدا
تهافتتْ دولٌ – تحمي صهاينةً –
تساندُ المِنجلَ الأعمى إذا حصدا
وارحمْ عبادكَ أنت المستجارُ به
أنت المهيمنُ فاحفظْ مؤمناً سجدا