أدب

عقد اتفاقنا الأول

محمد عبادة السعدي | سورية

ليكنْ في مجلسنا هذا يا صديقي عقدُ اتفاقِنا الأول،
ولتكنْ بنوده ملزمة على كل واحدٍ منّا،
وبمثابة إحياءٍ لذكر أحدنا الآخرَ بخيرٍ إن وافتُه المنيةُ..

يا صديقي،
علّق آمالك بحبالٍ تقاوم مهب رياحٍ لا بخيوطٍ تقتلعها نسمة،
وخذ لنفسك جداراً اختبرت أساسَهُ لتأمَن به ظهركَ لا بجدارٍ تشقّقَ وتصدّع،
وإنْ لم تجد فخُذْ لنفسكَ فسحةً لا تخشى فيها سقوطَ شيء..

يا صديقي،
لا تَعِشْ ثانيةً من حياتكَ وأنتَ تدفعُ ثَمَن حَماقاتِ غيركَ،
ولا دقيقةً وأنتَ تحاولُ أنْ تعيشَ حياةَ غيركَ أو أن تكونَ هوَ،
وعِشْ سنيناً منها وأنتَ تجاهدُ في إصلاحِ نفسكَ وإعدادها وأن تكون أنتَ..

وآخرها يا صديقي،
إنّ أولَ ما في الدنيا عجزٌ، وإنّ آخرَ مَا فيها عجزٌ أيضاً،
وما بينهما صفحاتٌ من تقويمٍ فيه تواريخ أيامكَ،
في كل يومٍ تمزّق منه صفحةً،
فاعلم إذ مزّقتها،
كيف انقضَى يومُها؟
وبرفقةِ مَن؟
ومن أجلٍ أي شيءٍ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى