من أين تبدأ تلك الحكاية الوجودية لمفهوم الإنسان؟

منتصر الجلي | اليمن

أين ملحمة التكوير الأولى؟ وماهي الفرضية التي جعلت العالم بوجهة اليوم؟

نعم..أيها الوجود إليك المفهوم وبرواز الخطاب الكبير، أنه ليس للرياح (لواقح)  وحسب، بل وفطرتك الأولى هي لقاح في الفرضية والوضعية والمفهوم العام،

 (لواقح) عبارة شاملة لكل ما رسم له شكل وروح وطبيعة وأثر وحكمة على هذا الكوكب الأزرق الهزل،لواقح الوجود أسطورة خلق وخليقة وفسلفة عيش وتعايش وحصاد ووجود من العدم وعودة إليه بعد دورة زمنية تسمى “العمر ” لواقح الوجود بين اثنين، ولواقح الوجود في التكوير والإنشاء والولادة من عدم…

إن المتأمل يجد على المعمورة بفضاءاتها الممتدة الواسعة، غير محصورة بنشاط ووظيفة معينة، بل لكل كائن وظيفة في إطار وجوده ولولا الوظيفة لما وجد، وهذي من لواقح الوجود،لواقح الوجود عالم بعيد عن التصور والمنطق، نعيشه بتفاصيله ولكن لا ننبه لسره ومداخلة الغامضة، عالم متسع تملئه الغربة والأعجوبة، وتزينه الأيام بنورها وضياءها، لواقح الوجود كثيرة متعددة ومنها الأنسان، الأنسان بفطرته، ووجوده وصيغة شكلة وعمله المهيئ له من خالقه، “لواقح الوجود ” اضفت للعالم عبر العصور أشكاله المتعددة وأنماط عيشه المختلفة،

الاختلاف في المكان ومايتطلبه من عناصر البقاء،

الاختلاف في اللون والعرق والمصير،

اختلاف في النظام والفكرة والأسلوب والعادة والعرف،

والاختلاف في المنطق واللسان والصورة والصوت والبنية والرفعة والدنوا،

الاختلاف في كل ماتقع عليه العين وماترى، لواقح مختلفة في طعامه ومشربه وتفكيره ومهامه ونزواته ورغباته، ومعالم مجتمعه، يفرض الدهر بمجمله واقعه على ذلك الإنسان ومحيطه من بلد ورفاق ومشاركين له في نمط العيش للبقاء، ذلك هو العالم القديم “الحي الأخرس ” مقارنة مع عالم اليوم الذي لم تعد الفطرة ولواقح الوجود تؤثر عليه أو تضع بصمتها، بل وضع بصمته الشاذة _ تلك البصمة من خلال التدخل في رقعة الأرض ونشاطها الطبيعي التقليدي ، الى لواقح ذات صبغة بشرية ترهق الإنسان وتدنيه، لواقح بمفهوم الشر ومعالم الحرب وشظايا الفناء للعدم، لواقح الغزو والتشرذم والهلكة، لواقح البقاء للأقوى على شريعة الغاب، لواقح ذات طفرة يحكمها طغاة الأرض ومستكبري العالم،

لواقح الوجود قائمة عريضة وخارطة بشرية وجدت لغاية العبادة لله والاستخلاف لا غير، لكن ذرأ الإنسان لواقح فكرته ونظريته عكس ذلك وأصبحت الحياة ذات المفهوم المحصور بنظام العيش والقوة والصراع والعالمية المستوحدة ببني البشرية، حين حكم الشيطان العالم عبر وساوسه وجنوده من الأتباع تحت النظام العالمي الهرم، أو تحت مظلة الديانات المختلفة المحرفة، أو بأسم الوثنية والقدرة الخارقة للمخلوقات والحمادات التي استهواها الناس كآلهة أو معتقدات أخلت بالنظام الرباني العادل، وحصل بسبب ذلك الظلم للكثير من المستضعفين عبر العالم وشعوبه،لواقح الوجود هي العدل وهي الفطرة والبصيرة والدين الرباني كعالم من السمو والمبادئ والمرتكزات التي تبنى بها الحياة ويبقى الجزاء لله وحده في عباده وخلقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى