صحون متطايرة
محمد بلمو| شاعر مغربي
فارغةً، يَحمِلونَ الصُّحونْ
عُيونُهمْ تَتربَّصُ بِالوَقْتِ العَنيدْ
يَنْتَظِرونْ
قَليلاً مِنَ الخُبْزِ
وَالماءْ
عَلى أَعْتابِ مُخَيَّمٍ جَديدْ
مُنْذُ ما قَبْلَ الشُّروقِ
جَوْعَى
وما بَعْدَ الغُروبِ
عَطْشَى
يَتَرَقَّبونَ قَمْحَ غَوْثِ اللاَّجِئينْ
على أعْتابِ مُخيَّمٍ حَزينْ
تَركوا لِلْأَحِبَّةِ صُوَرَ طُفولَةٍ
وأَعْيادِ مِيلادْ
لَعَلَّها تُؤنِسُ صَمْتَهُم الأَبَدِيَ
تَحْتَ بُيوتِ الرَّمادْ
فارغةً، يَحمِلونَ الصُّحونْ
عُيونُهمْ تَتربَّصُ بِالوَقْتِ العَنيدْ
يَنْتَظِرونْ
قَليلاً مِنَ الخُبْزِ
وَالماءْ
عَلى أَعْتابِ خِيَمٍ جَرْداءْ
هَربوا مِنْ دفْء المَدينَةِ
إِذْ فاجَأَها جَحيمُ الحَضارَةِ
كيْ لا يَعْلو صَوْتٌ فَوْقَ صوتِ الرَّصاصِ وصُراخِ القَتْلى
تَاهُوا في طُرُقاتٍ مُبْهَمَةْ
في مَعابِرَ مُقْفَلَةْ
في دَوامَةِ لا تُؤَدِّي إلى غَيْرِ صَوْتِ الرَّصاصِ وصُراخِ القَتْلى
يَا حَيَّ التُّفَّاحِ
مَنْ يَحْمي قَتْلاكَ يَزْدَحِمونَ في قُبورٍ تُرْعِبُ عَساكِرَ الهَمَجْ
وهَذا العالَمُ الأَبْكَمُ هلْ يَحْتاجُ جَدِيداً مِنَ الحُجَجْ
فارغةً، يَحمِلونَ الصُّحونْ
عُيونُهمْ تَتربَّصُ بِالوَقْتِ العَنيدْ
يَنْتَظِرونْ
قَليلاً مِنَ الخُبْزِ
وَالماءْ
وسَلامًا يَقْطُرُ مِنَ السَّماءْ
باغَتَهُمْ جَحيمُ الحَضارَةِ
مِنْ فَوْقِ مُخيَّمٍ جَديدْ
بِالنّارِ أَمْطَرَهُمْ
وَبِالْحَديدْ
أشْلاؤُهُمْ تسَاقَطَتْ
والصُّحونُ التي أَعَدّوا
لِقَمْحِ غَوْثِ اللاَّجِئينَ تَطايَرَتْ
ولَا مَقْبَرةٌ هُنا لِلَمِّ أَطْرافِهِمْ
والمَدينَةُ هُناكَ تَفَحَّمَتْ