سياسة

من المستفيد من النزاع القائم بين المغرب والجزائر؟

بقلم: رشيد مصباح (فوزي)

إذا أردت معرفة المجرم الحقيقى فابحث عن المستفيد من الجريمة.
يبدو أن هذه المقولة هي المعيار الحقيقي لمعرفة من المستفيد من النّزاع القائم بين بلدين مثل المغرب والجزائر.

إنهاء الاحتلال الصّليبي ثمنه لم يكن مجرّد أرواح تم تقديمها على الأكف الطّاهرة فداء للدّين و الوطن وحسب، بل الثمن كان أشدّ مضاضة من السيف المهنّد؛ كما قال الشاعر قديما عن ظلم ذوي القربى؛ لأن المجرم كان يدرك أن المرأة المغاربية المسلمة، الولود الودود العؤود، قادرة على غيرها بتعويض هذا النقص في الأنفس والأرواح.

لذلك، لمّا أدرك أن ساعة احتضاره قد حانت، سارع إلى زرع أخطر الألغام فتكا بجسد هذه الأمّة؛ من التي لا تقل خطورتها عن تلك التي قام بزرعها بمحاذاة أسلاك (شارل) و(موريس) الشّائكة في الشرق والغرب، والتي ذهب ضحيّتها العشرات، بل المئات من المواطنين الأبرياء. وإلى وقت ليس بالبعيد، طلّت تشكّل خطرا على الذين لم يجدوا بديلا عن أراضيهم التي زُرعت فيها هذه الألغام اللّعينة.

وقبل أن تتململ الجراح وتلتئم، تم تفجير آخر الألغام وأخطرها على الإطلاق من التي قام بزرعها الاحتلال الصّليبي المجرم للتفرقة وإثارة النّعرات بين البلدين الشقيقين، لتثخن الجراح فتغدو أكثر إيلاما بمرور الأيّام.

كانت البداية بتقديم وعد واعتراف بأحقيّة المغرب على (بشار) و(تندوف) من أحد القادة الجزائريين، من زعماء المقاومة المعروفين. كشرط للحصول على الدّعم والمساندة من العاهل المغربي. لكن الجهات الرسمية فيما بعد، اعتبرت هذا الوعد وهذا الاعتراف الذي جرى في المغرب ”غير ملزم“. وهو ما أزعج السلطات المغربية وعقّد الأمور بين البلدين، وما زادها تعقيدا قضية الصحراء الغربية.

ويبدو أن ثمّة أطرافا داخلية وأخرى خارجية لا تريد لهذا الخلاف وهذا النّزاع أن ينتهي. ومن المعلوم أن المستفيد الأكبر من هذا الخلاف وهذا النزاع هو الغريم القديم الذي أوجد هذه الحدود الوهمية بين البلدين الشقيقين من باب ”فرّق تسد“. والمستفيد الآخر من هذا النّزاع بلا شك هو الكيان الغاصب، الذي يستثمر هذه النزاعات والنعرات التي تحدث بين شعوب الأمّة الواحدة في الإلتفاف على رقبة وجسد المقاومة بغزّة وفلسطين وخنقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى