سياسة

العرب بين الانتخابات الإيرانية والبريطانية

سالم بن محمد بن أحمد العبري
انتهت الانتخابات الرئاسية الإيرانية مساء الجمعة 05/07/2024 وفي الخميس 04/07/2024 أرست الانتخالات البريطانية سدولها؛ ففي الانتخابات الإيرانية أفضت إلى فوز المرشح مسعود بركيشان بفارق ليس بسيطا يقصل إلى ما يزيد عن ٣ ملاين صوت وبنسبة حوالي 55%
ونتج ذلك بسب تكاتف خاتمي وروحاني ومن معهم من وزراء وقيادات وشخصيات بعد أن حُصر التنافس بين السعيدين، وكان هذا التوجه سببا في أن يحشد المترددين و الضبابين إليه، وأمكنه من ذلك الإعلام الخارجي الغربي الذى يرى أن بركشيان مرشحه ومن ثم مرشح الانفتاحيين والرأسماليين و رجال الأسواق و النساء التى تريد أن تعيش كما بالغرب كاسية عارية لا مرجعية لها إلا الشهوات دون قيود أو مباديء، وتمكَّن من التقدم والفوز كما إن فريق سعيد جليلي قد أضاع فرصته حين لم يتوحد خلفه في الدورة الأولى فكان فوزهم محققا بمايزيد عل 50% ثم إنهم لم ينشطوا كمانشط الفريق الآخر وربما مظهر جليلي إنه ذو شيبة و إن بركشيان كهل، طبعا كما أشرنا سابقا فإن الإعلام الخارجي كان له دور مؤكد في تشويه جليلي وتنفير الناس منه لأنه صُوِّر بأنه سيغلق إيران و بهرجته الحياتية و لا أقول رخاءه، ثم قد تكون الرغبة في عدم تركيز الاختيار الرئاسي لإقليم معين أو قومية محددة وهذا توجه محمود إن كان يمارس بوعي وتوزيع و ليس باندفاع خلال الدعاية المغرضة.
وفي ظني فإن الدساتير المعاصرة يجب أن تقصر حق التقدم للمناصب الرئاسية لمن لم يتجاوز العمر ٦٥ لأن هذه الفئة هي التى يمكن أن تمارس نشاطا و مهام القيادة. أما إذا تجاوز عمر المرشح سن ال ٧٠ من العمر فتلك كارثة محققة وخير دليل عليه حال بايدين الآن وحالات بعض الأئمة بالتاريخ العُماني والتي قد دفعت لرغبات التغير والاستقالة بل الثورة أحيانا وقد كان التوجه التونسي في دستور ٢٠١٤ يؤدي إلى الأخذ بما نشير ثم إن أخي الدكتور على بن هلال العبري قد اقترح في رسالة الماجستير أن يعمد إلى تخديد البيعة للإمام كل عشر سنوات.
كما يهم أن أن نشير هنا أن فترة ٤ سنوات لرئيس جديد قصيرة جدا مما يستدعي النظر باهتمام إلى تعديل في هذا الاتجاه لتكون ٦ سنوات للمنتخب الجديد وأن تكون الفترة الثانية للمجدد له ٤ سنوات لتكون مدة بقائه عشر سنوات كافية وهنا نحقق في الاختيار بين الجديد و المجدد له.
وفي كل الأحوال نؤكد التقدير و الاحترام للمارسة الحيوية لأجهزة وأفراد السلطة الإيرانية وللشعب الإيراني ونشيد به و نأمل أن يثبت على هذا النهج القويم، وأن ينظر العرب والمسلمون إلى إيران ونظمها وممارساتها بعين الاهتمام و الرغبة بالاستفادة منها تطويرا و سموا.
أمّا في الانتخابات البريطانية فإن النتائج جاءت سباقا بين الحزبين التقليدين المحافظين والعمال،  وهزيمة المحافظين بهذه النتيجة الباهرة للعمال فالنتيجة لا تبشر بتغير في الداخل إلا قليلا في بعض الإنفاقات في التعليم والصحة إلخ، لتخفيف بعض الأعباء الضريبية، لكن لن تؤدي إلى تغيير في التوجهات والسياسات الاستراتيجية والرأسمالية بل و الاستعمارية؛ فهي كما هي نحو ربيبتها  والهرولة مع كل توجه يهدد السلم العالمي كما كانت من قبل داعمة لغزو العراق وسوريا و ليبيا إلخ
ولو أراد الناخب البريطاني تغييرا في بعض الممارسات للحزبين لوجّه صوته للأحزاب الأخرى غير التقليدية.
ونحن إذ نبارك للمهاجرين العرب والمسلمين بما حققوه في هذه الانتخابات، فإننا نأمل أن يتدارسوا نشاطهم لاحقا ليحدثوا تغييرا مؤثرا متطورا متحدين مع القوى التى تريد تغييرا ملموسا بعيدا عن الطرائق التلقلدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى