تجاعيد الماء (28) طغولة

سوسن صالحة أحمد | كاتبة وشاعرة سورية تقيم في كندا

حضر. .
يحمل في يده قرآنا كل سورهِ عناوينها الطفولة، يتحدث عن محتواها وعن مافيه بين جنباته في لوحه المحفوظ من محتويات مادونها بعد، حتى ظهر أنه الحاوي لها ولكل صخبها وشغبها وبراءتها ومشاكستها، بل عالمها القادر على صناعتها كل ذات كل مشيئة منه، في إرادة لاتُجبر ولا تُكسر، تصعب عليه استكانتها حين لاتُحتوى أو يُساء فهمها والتعامل معها، فتُعاملُ بما لايليق بطهرها ليشوه فطرتها.
كان طفلها حاضرا فآمن به، وفي لحظة لم يقررها عادَ لما وضح له منه، هو هو، متحللاً من كل ماشابَ كونه حين وجد نفسه محاطاً بعناوين وهويات لم يلمسها في روحه يوما ولم يَرُقْ له أن يكونها مخالفاً تكوينها وكنه الصدق فيها.
تقرب منه حتى شغله بكله، حار مايقدم من ألعابه له، والشيخ الحاضر مسترسل في همه، يتحدث دون سكينة فيه مشيراً مرة إلى قرآنه وأخرى إلى لوحه المحفوظ، وطفلها بنزع الطفولة يريد أن يقربه، يلمسه، وكان كلما قدم له لعبة ركلها في انشغاله فكسرها، وتابع ما ابتدأه من حديثٍ عن الطفولة.
لليوم طفلها يضم ماتبقى من ألعابه وجلاً خائفاً في صدرها كلما حضر راعٍ للطفولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى