لي أمة نام ديك الحق في دمها

زين العابدين الضبيبي | شاعر يمني

مـا بـي مـن الـهمِّ لـو تـدري الـسماءُ بهِ
لاسَّـاقَطَتْ كـي يُـوارى مـنه ما انبجسا

تَـبّـتْ يـدُ الـحزنِ فـي رأسـي مـطارقهُ
لا نــــالَ مــنــي ولا دارَى ولا انـتـكـسـا

كــأنــنــي واحــــــدٌ يــشــقـى بــأمــتـهِأ

و أمّــةٌ كــلُّ مــن عـاشـوا بـهـا بُـؤَسَا!!

فـكـيـفَ أخــلـعُ عــمـري والـحـياةُ بــهِ
قـصـيدةٌ مــن شـظـايا أدمــعٍ وأسـى؟!

والـمـعـدمُونَ حـــروفٌ ضـــلَّ كـاتـبُـها
من ذا سَيُدْركُها كَيْ تستطيبَ عسى..؟

هــــذا زمــــانٌ كــــأنّ الــدهــرَ فـصَّـلـه
عـلـى مـقـاسِ دمــوعِ الـقهرِ والـتُّعَسَا!!

فــأيـنَ أهـــربُ مــنِّـي كــي أُخَـلِّـصَني
و(مـالكٌ) لـمْ يـصافحْ داخـلي (أنَسَا)؟!

وحـدي أصـارعُ هـمّاً صـارَ مـن جـسدي
ويَــسْـتـلـذُّ بِـــــذُلِّ الأُمَّـــــةِ الـــرُّؤسَــا

لــي أُمَّــةٌ نــامَ ديــكُ الـحقِّ فـي دمـها
وزورقُ الـصـبـحِ فـــي أهـدابِـهـا نَـعَـسَا

حـمـلتُها فــي ضـلوعي وهـي تـركُلُني
وتـلـعـنُ الــعـزَّ لــو فــي أذنـهـا هَـمَـسَا

هـــــذا الــعــذابُ أنــــا أَدْرَى بِـمـعـدَنِـه
فَــلَـيـسَ إلّايَ فــــي أعــمـاقـه غَـطَـسَـا

وهـــــذه أدمـــعــي صـــفــراءُ داكــنــةٌ
فـمـنْ يُـفَـسِّرُ فــي مـعنايَ مـا الْـتَبَسَا؟!

مـــا أوسَـــعَ الـهـمَّ فــي قـلـبٍ يـكـابِدُهُ
وأضـيـقَ الـعـمرَ لـو فـي مـبتداهُ رَسَـا!!

إن قـلـتُ: رفـقـاً، تـمـادى فــي دَنَـاءَتِـهِ
ومـــدَّ رجـلـيـه حــتـى يـكـتـمَ الـنَّـفَـسَا

إنــي أرى الـلـيلَ فــي الأرواحِ مـعـتكِفَاً
يَـخِـيْـطُ مــن صـمـتنا لـلـقادمينَ مَـسَـا

مَـن سَـهَّدَ الـصبحَ حـتى نـام فـي دَمِـنا
فَــمَـا رَأيــنَـا لـــهُ مِـــن حَـولـنا قَـبَـسا؟!

طـالـت فـصولُ الـمَآسِي فـي جَـوَارِحِنَا
حـتـى غَـدَونـا عـلى أرواحِـنا عَـسَسَا؟!

لـكـنني لــن أخــونَ الـحلم فـي وجـعي
فـلـم يــزلْ فــي قــدور الأمـهاتِ حَـسَا

وردُ الــربــيـعِ بــــه شَــــوكٌ ورَائِــحَــةٌ
تــفـوح بـالـحـبّ مَـهـما جَــفّ أو يَـبـسا

كــذلــك الــعـمـر مــــا رقَّـــت أظــافـرُهُ
إلّا لأنَّ حــــريـــرَ الأمـــنــيــاتِ قَـــسَـــا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى