أشجارٌ على زئيرِ الوطن

أجود مجبل-شاعر عراقي

لنا وطنٌ
ما فيهِ غيرُ كَمائنٍ
وللموتِ تنمو أغنياتٌ
وأجنحَهْ

يحُطُّ به الغيمُ العدائيُّ ضارياً
وتصحو زهورُ الفقـْدِ
وهي مفتـَّحَهْ

كتابٌ من الهِجْراتِ والغزوِ مُعتِمٌ
ولا وغْدَ في التأريخِ
إلاّ تصفـَّحَهْ

سماسرةُ الأسواقِ
عادوا لبيعِه
وكل ُّ ذئابِ الأرضِ جاءتْ لتذبحَهْ

أضاعَ الورائيوّنَ فرحةَ عمْرِه
وأيّامُه بين الرماةِ
مؤرجَحه
ْ
فصارَ بنوهُ الطيبونَ
لِفَرطِ ما تناستْهمُ الأعيادُ
أنصافَ أضرِحهْ

صغاراً رأوا عُرْيَ الرصاصِ
فشمسُهم إلى الآنَ مِن ذاكَ الرصاصِ مُجَرَّحهْ
**********
لنا وطنٌ
ضاعتْ تفاصيلُ وجهِهِ
فصارَ عسيراً أنْ نراهُ ونلْمَحهْ

بباديةِ الأخطاءِ قالَ لنارِه
: أنا خطأُ الأرضِ الذي لنْ تُصَحِّحَهْ

أنا سائسُ الأنهارِ
لمْ يلْقَ صاحباً ليَنزِعَ تاجَ الشوكِ عنهُ
وينصحَهْ

فيا رمْلَ أعوامٍ هُنا ما تَبَرَّجَتْ
تُرى هل كتبْتَ العشقَ فيَّ لتمسحَهْ ؟

رأيتُ سَريرَ النهرِ
وهو مُحَطَّمٌ
ولمْ يَبْقَ في الأجراسِ وقتٌ لأشرحهْ

تمنّيتُ يوماً
ــ والأماني نحيفة ٌ ــ
أراكَ على تقْطيبةِ الصيفِ مِرْوَحَهْ

فكنتَ زئيرَ المحوِ
ينهبُ أنجُمي
وأحلامَ طفلٍ بالحروبِ مُوَشَّحهْ
………………………

لنا وطنٌ
مُذْ كان طفلاً مشاكساً
يُرَبّي طغاةً دائمينَ
وأسلحهْ

تَوَغَّلَ في ليلِ العرائنِ غامضاً
ولا نجمةٌ في القلبِ
حتى تُوَضِّحَهْ

على حَوأبِ الأشياءِ
مَرَّ مُدَجَّجاً
لكي تتهجّاهُ الكلابُ
وتنبحَهْ

أكانَ جديراً
أنْ نَهيمَ بطينِه ؟
ونخسرَ آلافَ الفصولِ لنربَحهْ ؟

ولمْ نسترحْ يوماً
على شُرُفاتِه
ولمْ نَرَ ألواناً بنهريهِ مُفرِحَهْ

لنا وطنٌ
جاؤوهُ مِنْ كلِّ مُعجَمٍ
ونحنُ رحَلْنا في الدروبِ المُبَرِّحهْ

بلا ندمٍ يهجو طقوسَ رحيلِنا
ويَسخَرُ
مِنْ حُزنِ الأكفِّ المُلَوِّحَهْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى