شعر : هلال السيابي
أسرجْ خيولَك فالميدانُ ملتهبُ
والسٌَاحُ وارٍ، ومِضمارُ اللٌَقا لَهب
***
والبِيضُ تلمعُ، والأسيافُ مُشرَعَةُ
والعادياتُ بأعداءِ الهدى تَثِب
***
والمعتدونَ أعدٌَوا كلٌَ قاصِمةٍ
يَندَى لها الدُين والتاريخُ والحسَب!
***
قد طبٌَقوا الأرضَ ظُلماُ والسٌَماءَ لظىً
فالبحرُ مضطرمُُ والافقُ مضطَرِبُ
***
ملءُ السٌَماءِ ضَجيجُُ من كتائبِهِم
حتٌَى لقد ضَجٌَتِ الأقلامُ والكتُب!
***
والسٌَاحُ باكٍ على المهراقٍ من دَمِنا
ويا لَساحِ العُلى إن باتَ ينتحب!
***
وللِصٌَهاينِ إعصارُُ وزَمجرةُُ
وللمَطامعِ من أفواهِهِم صَخَب!
***
ياليت شعري -ياأبناء أمتنا –
هذي السٌَماءُ فأين السٌَبعةُ الشٌَهُب!
***
أينَ الكواكبُ من عُليا قُريشِ بها
ما بالُها عن سَماءِ العُربِ تحتَجِب!
***
أنٌَى “أميٌَةُ” قد غَارَت أهلٌَتُها
وأينَ خيل “بني العبٌَاس” تضَطِرِب!
***
بالأمسِ كُنٌَا وكانَ المجدُ يَتبعُنا
أنٌَى ذَهَبنا، ونحنُ الماسُ والذٌَهَب
***
واليومَ تعبَثُ لؤماً في مَفارِقِنا
– ياللأسى- غدراتُ الدٌَهرِ والنٌُوَب
***
أوٌَاه أوٌٌاه هل دارَ الزٌمانُ بِنا
ولم يَعُد منهُ لا نبعُُ ولا غَرَب
***
أجلْ.. لقدْ هاجَ بحرَ الرٌُومِ هائجُهٌ
أما ترونَ عَرَى آذيٌَهُ الخَلَب
***
لكَمْ رَمَونا بما تَعيا الجِبالُ به
وكم أتونا فطَمٌَ الويلُ والحَرَب
***
وكم أتوا كلٌَ دَهياءٍ وكارثةٍ
وكم بَغَوا، فالغوا أمٌُُ لهم وأب
***
حتٌَى الطفولةُ لم يرعوا براءتَها
ولا الشٌَيوخَ، فأين البيضُ والقُضُب!
***
وأينَ تلكَ الرٌُدينيٌاتُ مافَعَلت
وأينَ تلكُ الرٌّماح السٌُمر واليَلَب
***
وأينَ تلكَ الخلالُ البيضُ مُشرقةً
– بَنِي العُروبةِ- أين القادةُ النٌُجب
***
وهذهُ القدسٌ تبكي حسرةً بدَمٍ
والبيت يَرجُفُ والأستارُ تضطَرب
***
وكم رَمَوا من دمشقِِ وجهَ عزٌتِها
وتَلكَ عزتٌُنا ياقوم تُغتصَب!
***
وفي فلسطينَ حتٌَى الجدرُ باكيةُُ
مما يَلٌُم بها والقدسُ والنٌَقب
***
قد دنٌَسَوها وما زَالَوا، وما فَتِئوا
فَيا لَتلكَ الرٌَزايا كيفَ تَرتَكب!
***
أرضُُ مقدٌَسَةُُ من يومِ مَولدِها
واليومَ من رجسِهِم قد آدَهَا الكرَب!
***
تسنٌَموها، وغدرُ الغرب قائدُهم
ياللأسى؛ كيف هذا أيها العَرَب!
***
من أرضِنا وعلى بترولِنا نهَضَوا
وما وَعَينا الى أن خارتِ الرٌ.ُكَب!
***
باللهِ يا أمةَ المختارِ من مُضَرٍ
حتَامَ ..حتٌَامَ هذا القُهرُ والغَلَب!
***
بالأمسِ جاشَ الصٌَليبيٌُونَ واقتحَمَوا
ذراكِ، واليوم جاء العُصْبةُ الذٌَنَب!
***
جاشَ العداةُ على وَاديكِ أوديةً
من السٌّباع، وما أدراكِ ما الكَلَب
***
٢٩ قُومُُ- واحسبني إن قلت أنهم
قوم- سَيغضبُ منٌّي الدٌّينُ والأدَب!
***
الوَحشُ أفضلُ منهم شيمةُ وهدىً
والكلبُ أكرمُ منهم حِينَ ينتَسِب!
***
أيهاً بَنِي العُربِ حتٌامَ الخنوعُ بنا
أليسَ منا لصَحبِ المصطفى عَقِب!
***
اللهَ..اللهَ فيما قد بقي، فلقد
جاشَ الأعادي وجَدٌَ الويلُ والحَرَب
***
تَختالُ مزهوٌَةً اجيادُهم عَلناً
تقسٌّم الأرضَ والأهلينَ أو تَهَب
***
كأنٌَ كلٌَ ديارِ الكونِ مُلكُهمُ
فيمنحونَ لمن شاءوا بما نهَبَوا
***
أجل ..أجل حانَ منكم نهضةُُ أمَمَ
يسمو بها المجدُ والإسلامُ والحسَب!
***
فلتجعلو القِمٌَةَ الشماءَ منْطَلَقاً
لعَودةِ المجدِ والتاريخِ يا عرَب
***
فإنها لحظةُُ التاريخِ جادَ بها
نبضُ من المجدِ في أحشائنا يَجِب
***
بل إنٌها لحظةُُ الأمْجَادِ قد سنَحَت
إن لم تكونوا لها فالويلُ والنٌَصُب
***
فسوفَ تُطوى المَعالِي عن دِيارِكم
وسوف تُكشفُ عن سوآتِنا الحُجُب!
***
يا آلَ يعربَ مِن بَدوٍ ومِن حَضرٍ
ومن بأمجادِهم قد زانتِ الحِقَب
***
هَلٌَمَ للمجدِ فالايٌَامُ حافلةُُ
وللعدى خُطَطُُ، من دونِها النٌُوب
***
في كلٌّ يومٍ لهم من بَغيِهم عَجَب
حتى ليَعجَبَ منهم -سادتي- العَجَب!
***
أما أتتنا كمثلِ الليلِ غازيةً
جيوشُهم، بادٌّعاء كلٌُه كَذِب
***
هدٌَوا العراقَ وعاثُوا في شَكائِمِهِ
وكان في حادثاتِ الدٌهرِ يلتَهِب
***
وكان إنْ أخطأتهُ السٌُحبُ قال لها:
سِيري فأنتِ بأرضي أيٌُها السٌُحُب!
***
وهَذهِ الشامُ ما زالتْ خَمائِلُها
تشكو الجِراحَ، وما زالَ الهوى يَثِب
***
لقد أتَوها، وقالوا: إنها أبدا
قلب العروبة فليُشعَل به اللهَب
ولا يرونَ لَنا أن نستعيدَ هَوى
دمشقَ، فالحبٌُ في أخلاقِهم رِيَب
***
يا عاهلَ الوَطنِ الغالي وقائدَه
وابنَ الألى قد أضاءت منهُم الحقب
***
بل يا جميع القياداتِ التي إئتلَقت
بجدٌة المجد حيث المحتَدُ الأشِب
***
حيٌاكم الله قد بانَ الخفيٌُ فهل
من بعد هَدْيِ الضٌُحى في الأمر مُنقلَب
***
وهل سَنَسمعُ منكم ما تهِشٌُ له
منَا القلوبُ، فقد ألوَى بها التٌَعَب
***
سِيرُوا على بركاتِ الله يقدِمُكم
رأيُُ حصيفُُ وتاريخُُ ومَنتَسَب!
***
وليَحفظِ اللهُ فيكم أمةً نذرَت
أن تحفظَ المجدَ لو مادتْ بها الشهُب!
٢٥ شوال ١٤٤٤هجرية – 16 مايو 202٣ م- مسقط ، سلطنة عمان