مكابدات ابن زُريق.. إلى ( عبد الرزاق الربيعي )

وسام عبد الحق العاني| شاعر ومهندس عراقي يقيم في سلطنة عُمان

في شُرفتِهِ
يجلسُ مُكتَضاً
بالعُمرِ المُثخنِ بالأسماءِ
وبالمُدنِ البِكرِ
وبالمَنفى المسكوبِ
كما الإسفَلتِ على السَنواتْ

كمَطارٍ ينبُتُ في خارطةِ الحزنِ
بِهيئَةِ وَجهٍ
مُبتَلٍ بِحَنينِ الماءْ
يَتَناسى دمعَ حَقائبِهِ
مُنشغلاً بِدُموعِ سماءٍ
تَتْلو في وجهِ الحربِ
تَراتيلَ الشُهَداءْ
لا يشطُبُ حرفاً
فالليلُ الأرملُ لا ينسى تاريخَ الخيباتْ

يوخزُ جِلدَ مسافتِهِ المصلوبةِ
مُنذ الموتِ السابقِ
بِخُطى طفلٍ
ألْقَتْهُ شَياطينُ السِتّينِ
لِيوقِظَ أنفاسَ الطُرقاتْ

كالصوتِ المُتعَبِ
يخرجُ من حَنجرَةِ الوقتِ
ويهطلُ
مثلَ الضوءِ الساخنِ
من عينِ الكلماتْ

أتعَبْتَ شُجيراتِ (القُرْمِ)
صُعوداً للمَعنى
وتَجاعيدُ نهارِكَ ما عادتْ
لِتُميّزَ ما بين الأوقاتْ

أُخرجْ من هذا البئرِ
فـَ (سيدوري)
تنتظرُ الآن على البابِ
لتأخذَ حكمتَكَ الأُخرى
(أنكيدو)
سَيَعُدُّ (الكَرَكَ) الساخنَ
لا تقلقْ
وبَقيةُ أهلِكَ ينتظرونَ بلا ميعادْ

ما رأيُكَ؟
لو تُعطي (مسقطَ)
شيئاً
من حزنِ دفاترِكَ الأُولى
قد تَعِبتْ من حزنِكَ بَغدادْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى