نورٌ ونُوَّار
سلام علي صبري | العراق
على جناح الهوى قَدْ جئتُ ظفَّارُ
وأَسعى وفي القلب أَشواقٌ وأسرَارُ
إلى الوجوه التي تزهو مُنوَّرَةً
لها إذا حانَ وقتُ العُسرِ إيثارُ
عُمانُ عِشتكِ أجواءاً يُطرزُها
جَمْعُ الأُخوةِ لا تُعْيهِ أعذارُ
يا موطِنَ الطِّيبِ قد هَبَّتْ نسائمهُ
على البرايا فيهنا فيكِ مَنْ زَارُوا
وأَنتِ مازلتِ في الأنفاسِ آسِرَةً
روحي فيغمُرني نورٌ ونُوَّارُ
الناسُ فيها أُباةٌ زانهم خُلُقٌ
جَمٌّ وقد سارعتْ بالذكْرِ أشعارُ
وجدتُ فيهم عطاءاتٍ يُقدمها
أهلٌ كرامٌ بعزمٍ للعُلى سارُوا
عامٌ مضى وكأني طائرٌ صدحتْ
بصوتهِ من حنايا القلبِ قيثارُ
يافرحتي هاهنا أَكرِمْ به وطناً
قابوسُهُ قَبَسٌ شَعَّتْ به الدارُ
سلطانُ عدلٍ له في كل ناحيةٍ
أَنَّى اتَّجهْتَ من الْإعمار آثَارُ
طوبى لأرضٍ عليها رايةٌ رُفِعَتْ
تُنبي بأنَّ خلودَ الشخصِ إعمارُ
ظَفَارُ والشيخُ قد أضفَى رِهافَتَهُ
فهْوَ الأمينُ ومِنْهُ الخيرُ مِدْرَارُ
هَذِي صلالةُ عينُ اللَّهِ تحرسُها
مِنْ كُلِّ شرٍ لَهُ في الأَرْضِ أخطارُ
فيا صلالةُ في قلبي عواطفُ قد
جاشتْ مُترجِمُهَا بَوْحٌ وأفكارُ
أنتِ الجمالُ فيا لَهفي لِفاتنةٍ
منها الجمالُ تَلَالَا فهْوَ أطْوَارُ
فيكِ الخريفُ ربيعٌ باتَ يَحسِدُهُ
والليلُ سحرٌ تَغنَّى فيه سُمَّارُ
مِن أنعُمِ اللَّهِ أن لاحَ الوئامُ فمِن
فَرطِ الهناءةِ طالت فيكِ أعمارُ
مِن العراقِ قَدِمتُ اليومَ يحملني
شوقُ اللقاء فيا طوبى لِمَن زارُوا
هذا أوانٌ لِلَمِّ الشملِ مُلْهِمتي
أنتِ الملاذُ لِلَمِّ الشملِ نَختارُ
وَلْتنطلقْ دعوةٌ مِنَّا لوحدتنا
ألحُبُّ مَهرٌ لها يحدوهُ إصرارُ
إيهٍ عُمانُ فقد ألْهبتِ قافيتي
مِن ناظريكِ قوافي الشعرِ أنهارُ
يا روضةً مِن نعيمِ الْخُلْدِ مَورِدُها
لِلَّهِ مِن آيَةٍ إكليلُها غَارُ
عافاكِ رَبُّ السَّمَا مِن كُلِّ نازِلَةٍ
وَأَبعَدَ الْهَمَّ عن أهليكِ ظَفَّارُ
