حنين
ريناس إنجيم | ليبيا
يجلس الليل بمحاذاة نافذتي
بيده سجل توقيع لكل نجمة
وقلم يلاعبه بين شفتيه
يدعي المثالية ..
ويحاول صناعة أمجاده
على حساب وحدتي
التي بدورها تعربد كالغانية
تضع رجلا على رجل
تنفث سحابات سيجارتها
في وجهي
تقول إنني أشبه
قلاع الخيال خلف ضباب سجائرها
أضحك بعمق سخي
وأنا أحاول إماطة دور ملكة تلك القلاع عن وجهي
والعودة إلى مرآتي التي تشبهني
وتكرهني في آن واحد.
على حين غرة من الليل
استدرجت حنيني
راودته عن نفسه
ارتديت له فستانا أسود
و وضعت أحمر شفاه قانيا
رفعت شعري
لـ يكون عنقي
مسرحا لصولاته وجولاته
رقصت على نبضه الذي كان
كـ طبل غجري
وملت بخصري مع إيماءات عجرفته
حاصرته بخلخالي
أدخلته عتمة جنوني
اسمعته صهيل رغبتي
وحشرجات لهفتي
لكنه أبى
وهرع هاربا من فتنتي
يشكوني لـ قصائدي
وينعتني بالعابثة
واختار أن يكون
مخلصا لـ غيابك
جنديا من جنود سطوتك
ونصلا يخترق ذاكرتي
كلما غفوت عن ذكرك
وطفلا عاقا يحمل زمرتك
معلقا في عنقي
يجبرني على الإنحناء بعنفوان
كي أقبله
صار الحنين إليك
غابة محفوفة بالأهوال تسكنني
ونوبة برد تلسعني
أتساءل دوما بما أذنبت .. ؟
حتى أعاقب
بـ اعتقالي في سجن غرورك
وغلق ملف قضيتي بالشمع الأحمر
وكتم أنفاسها بين طيات اللامبالاة