قلب أبيض وروح طيبة
سجى مشعل | فلسطين
يحتاج المرء منّا شيئًا لا مثيل له، شيئًا يختصّ به دون غيره، يراه النّاس فيه، ويرى النّاس من خلاله. يحتاج المرء منّا أن يكون ذا قلب رقراق، وأن يطفو على صفاء شفافيّته النّاصعة اليافعة.
يحتاج إلى قوّة لاستخدام قلبه، بِقدر ما يحتاج لوجوده، عليه أن يعفو من خلاله، ألّا يُبنّده كصفة مختلفة عن الجميع دونما ممارسة، على المرء منّا أن يتمرّس على المُسامحة ومبادلة العالم بالصّفاء، وتكشيف كلّ إزارات السّواد والأحقاد البشريّة الّتي يُقابلها ربّما في سنيّ حياته وعلى مُتّسع موائد المعارف بالأشخاص عديمي النّفع، كثيري المماطلة في الأذى.
يحتاج المرء منّا أن يمشي بخفّة، وألّا يعلَق بين ثقل الأيّام، أن يُربّي الأجنحة ويكون خفيفًا سهلَ الوصال أو المُرور، ألّا ينتظر شيئًا من أيٍّ كان.
فَعلى المرء الّذي يحترم طبيعته الطّيبة ألّا يُلوّثها بتُرّهات الأحاديث ومُميتات القلوب، وألّا يعمل بما يتنافى مع ذوقه العامّ وبقيّة ما له فيه.
يحتاج المرء منّا أن يكون إنسانًا بقَدر حاجته للوجود الّذي يغيب عنه ريثما فقد جوعه للعواطف، وتهالكَه للشّعور بالآخر، المرء منّا ليس إلّا قلبًا فإنْ صلُح فيه صلُحت كلّ ما فيه من حواسّ، أحاسيس، مرجعيّات شعور، وأخلاقيّات كان قد تحلّى بها، أو كان يريد أن يفعل _من خلال صلاح مجمع شعوره_.