زفرات
شعر: محمد القاضي – مصر
إن السباع إذا يمس زمامها
ثارت ومن طبع السباع تثورُ
–
وترى الكباش إذا يحين شواؤها
سارت إلى حيث الكباش تسيرُ
–
الطبع في كل تغلب أمره
فالكبش كبش والهصور هصورُ
–
خان الرعاة العهد نحو خرافهم
فإذا الذئاب على الخراف تغيرُ
–
وإذا الرعاة من الخراف تبرأوا
من يدفع العادين من سيجيرُ
–
الذنب ليس على الذئاب فطبعها
سحق العظام ودينها التكسيرٌ
–
الذنب ذنب الخانعين تجرعوا
كأسا بألوان الهوان تفورُ
–
قوم إذا نهش الكلاب عفافهم
ما قام فيهم للكلاب غيورُ
–
بالأمس أطلقت الصياح شريفة
فإذا صداها في الزمان زئيرُ
–
واليوم تجتاح الكلاب عفافهم
وترى صقورا ما بهن صقورُ
–
العرض مثل العرض والدم واحد
والفرق بين المشهدين كبيرُ
–
يا ساحة الأحزان لا تتوجعي
ذل البكاء إذا يموت ضميرُ
–
غرناطة تمحى وأخرى أختها
وعلى البقية سيفهم سيدورُ
–
والآمنون إلى بضاعة رخصهم
يوما بضاعة رخصهم ستبورُ
–
ويمزق الأوباش دفتر رخصهم
متفضلين عليهمُ أن غوروا
–
وتعود ترعى في الخراف ذئابهم
تجتز ناصية الرؤوس تبيرُ
–
لا يعبؤون إذا الرعاة تنبهوا
غلبت معالجة الأمور أمورُ
–
لا تلعنوا عند الرعاة فسادهم
إن الذليل بربه لجديرُ
–
ما أفسد الراعي وبين خرافه
من ينكرون إذا الرعاة تجورُ
–
بعض الفساد مؤلف من بعضه
فسد الأمير وأفسد المأمورُ