أدب

فتَّحتُ بابي.. كفاكَ أنَّكَ يا خيرَ الورى بشرٌ

في مدح الحبيب المصطفى من مشاركات جائزة كتارا شاعر الرسول

شعر: إيمان الكاشف

من مشاركات جائزة كتارا شاعر الرسول

أَحتاجُ مُعجِزةً كي أَعبُرَ البحرا
ولستُ موسى ولم أَصحَبْ معي الخِضرا
^^^
معي عصا الشِّعرِ أُلقيها على كَلِمي
تُمسِي المعاني بها في لمسةٍ سِحرا
^^^
يا مَن يُناجيه دمعُ الوَجدِ في أرقي
والصَّمتُ نادَى وقلبي أَحدَثَ الذِّكرا
^^^
فهل أَراه وحُجْبُ الغيبِ لي كُشِفَت
وهل أَراه بحُلمي نزلةً أخرى؟
^^^
ما غيرُ حُبِّ رسولِ اللهِ يُنقِذُني
فتَّحتُ بابي وقد نادَيتُهُ جهرا
^^^
سجا الفؤادُ على أعتابِ روضتِهِ
قلتُ: السَّلامُ على خيرِ الورى طُرَّا
^^^
قالَ: السَّلامُ، ومِن أيِّ البلادِ أَتَت
بنتي؟ ويَسأَلُ عطفًا وهو بي أَدرَى
^^^
وضَعتَ عنَّا قيودَ الرِّقِّ مِن زمنٍ
فكيفَ يَقبَلُ ذلًّا مَن غدَا حُرَّا؟!
^^^
قد كنتُ في الأسرِ إذ فِرعَونُ سوَّمَني
سوءَ العذابِ ومنِّي أَفرَغَ الصَّبرا
^^^
يا سيِّدَ الخَلقِ إنَّ الحُبَّ فطرتُنا
والدِّينُ حُبٌّ بآياتِ السَّنا تَترَى
^^^
عليكَ أَنزَلَ ربُّ النُّورِ آيتَهُ
ما كنتَ تَتلو كتابًا ثمَّ قِيلَ: اقرا
^^^
ما قلتَ شِعرًا ولم تَسبَحْ بأبحُرِهِ
وشقَّ حرفُكَ في أعماقِنا الصَّخرا
^^^
أَلقَيتَ بَذرةَ حُبٍّ في القلوبِ نمَت
وأورَقَ الصَّخرُ مِن كفَّيكَ واخضَرَّا
^^^
حتَّى غدَا جَنَّةً أنهارُها عسلٌ
ورحمةٌ منكَ تَمحو العسْفَ والعسرا
^^^
سرَت حروفُكَ في قلبِ القِفارِ هُدًى
واللهُ فجَّرَ مِن ينبوعِها نهرا
^^^
غمَرتَ أفئدةً للهِ ساجدةً
سبحانَ مَن بكَ في أرواحِنا أَسرَى
^^^
أتَيتَ بالشِّرعةِ السَّمحاءِ مَرحَمةً
غيرَ المودَّةِ لم تَطلُبْ لها أجرا
^^^
أنتَ اليتيمُ ولكن للأنامِ أبٌ
ولابنِهِ العاقِّ حتَّى يَحمِلُ الخيرا
^^^
كفاكَ أنَّكَ يا خيرَ الورى بشرٌ
تَشكو السَّقامَ وذقتَ الفقدَ والفقرا
^^^
فقتَ الملائكَ في حُسنٍ وفي خُلُقٍ
ونورُ وجهِكَ يَملا أرضَنا طهرا
^^^
إن كانَ قلبيَ حُبُّ النُّورِ يَشغَفُهُ
مِشكاتُهُ أَصبَحَت مِن شمسِكَ البدرا
^^^
يا مَن دنا مِن إلهِ العرشِ واختَرَقَت
أنوارُهُ المُنتَهَى إذ جاوَزَ السِّدرا
^^^
إذا بحضرةِ محبوبي بدَا شغفي
يا لائمي فالتَمِسْ للعاشقِ العُذرا
^^^
لولا محبَّةُ مَن نَهوَى لَما عرَفَت
قلوبُنا سُبُلًا للغايةِ الكبرى
^^^
بالحُبِّ أُعطِيتُ مِفتاحًا بهِ دخَلَت
روحي الجِنانَ ولمَّا أَدخُلِ القبرا
^^^
ماذا أَقولُ ودمعُ الشِّعرِ تَذرِفُهُ
يراعةٌ لا تَفيكَ الحمدَ والشُّكرا؟!
^^^
إن كانَ شِعريَ بينَ النَّاسِ يَرفَعُني
فلم أَحُزْ دونَ ذِكرِ المُصطَفَى نصرا
^^^
صلَّى عليكَ إلهٌ عندَهُ ارتَفَعَت
في حضرةِ النُّورِ أنوارٌ علَت قَدرا
^^^
وكم أُصَلِّي على المُختارِ سيِّدِنا
والكونُ صلَّى ولم أَفقَهْ لهُ سرَّا!
^^^
صلَّى عليكَ مِدادُ البحرِ في مددٍ
مِن الدُّموعِ هوَى فاستَكتَبَ الشِّعرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى