نصّ: عفاف حسين الخطيب | سوريا
مَرحباً سبتمبر
أمّا قبل
تعلمُ أنني لا أكتبُ إليكَ بالذات!
وعندما أقول سبتمبر فأنا أعْني بالمعنى الدّقيق والحَرفي، وَردة الياسمين التي تَحتَضنها في خانتِكَ الثّامنة عَشَر على هيئةِ إنسان!
مّر عَامٌ واحدٌ على موعدنا الأخير
حَلّفتَني في أولّ حديثٍ دارَ بيننا
أنْ أكتُبكَ في كُلّ مرةٍ ألقاكَ بها
وها أنا الآن أطفو على نفسي مُثّقلة بالعجز !
جُلّ مابوسعي بعد مَا حَدث
أن أنتظر سُربَ الطُّيورِ المُهاجرة كي أُحمّلها كلّ مَا أوتي من قُبَل وقُبّل
و عَساها تُصيبُ بالهدف زَجليتي، لَصَليتَ تسعةً كي أغدو للحظةٍ ما قُبلة،
تارة يَحملها الهَوى على فمّ عصفورٍ
وعلى مَتنِ شفاهكَ يودعُها تارة أُخرَى !
تُسألَني أن أكتُب
أنتَ أدرَى العارفين
والحال لا يُخفى
مازالَ الورق يبذلُ قصَارى جِهده كي يستوعبكَ!
غير أنّك تذْكُر جيداً
مَن سَلبَ كلماتي ونَجا؟!
وإن كنت لا تَذكر!
ماحِيلَتي في الهَوى
لقد لابَت يُمناي خجلاً في مُصافحتِنا الأولى
واليُسرى منذ وداعنا الأخير؟!
مُعلقة في الهواء ؟
تُلوح لكَ طريق العودة!
لكنّها
يَاسَيّد القلب
كَارثة لِكاتبَةٍ مِثلي
علاوة على فُقدان أناملها
يَأبّى قلمُها أنْ يخطّ عبارةً على غيرِ سُطور الابتسامة بجوار عينيك!!
أتدركُ صُعوبة الأمر
إنها بمثَابة ضَربة عَلى الوتر المُتَيّم،
وما مِن يَد هنا تُرّبّت عَلى قَلبي!
على العموم هذا ليسَ حديثنا
تَطَرّفنَا كثيراً
مَا يَستَدعي عليي عناء آخر
بالتأكيد تعلمُ أنّي الآن
أكتبُ إليكَ بقَصَبةٍ مَبريةٍ من جِدارِ صَدري!
أما بَعد
دعنَا نضعُ نقطةً للبدايةِ أولاً
في الشّارعِ المُقابِل لِبَيتِنا
تكبُر إشارات الاستفهَامِ التي عَلقتَها منذُ مَعرفَتكَ عَلى نوافذَ المنازل المهجورة
نتساءَل كعادتنا كلّ مَساء
كيف يُمكن لشهرٍ أنجبَ فَصيلةً كاملة مِن الزَنبَق أن يكُونَ خريفاً؟!
وكيفَ لساعةٍ دونَ التي أشرقتَ بِها ان تُسمّى بُزوغاً؟!
القاعدة تقول أنّ لكلّ كاتبٍ قَضيةٍ يُناضل من أَجلِها
وهذا ما أسعى حقاً لفعلهِ
في إحدى نُصوصي السّابقة
كتبتُ مُناجيةً مَطلع الشّمسِ في عينيكِ،..
لو اُعيد النَظَر بشأن الأقمارِ الصّناعية
لكَان عودُ القُرنفل الذي يَتمايل بَين جفنيك
هو السّبيل الوحيد لرؤية الكون !
والكواكبُ بجمعها إن سَلكَت مداراً أبعد
بالتّأكيد ستكون على هَلاك !
نَاهيكَ عن أنّي اليَوم
وعلى نحوٍ بمُنتَهى الاختلاف
أفهَم حَقيقة الطّبيعة بالفعل
ولو صَحت المُقارنة رجحَت كفتي في التّشبيه!
بعيداً عن دربِّ المجرة آنذاك
ووفقاً لخط ابستامتك الذي يُنصّف قَلبي في أيّ مرةٍ أراهُ بِها
إنْ كانَ للموجِ سطوة بداخلي
فانحناءات جَبينكَ أَولّى
إنّه يا حَبيبي
بهذا القدر من الحُبّ
حتى العُقَد التي على ظهر أصابعكَ
أرَاها على الدّوام
بَتلات توليب لَم تنضج بَعد
مايَجعَلَني بهذه اللحظة
في غِنى عنْ تَراكيبِ اللّكنة كُلّها
أنكّ والطبيعة وجهان لعملَةٍ واحدة
ولو صحّت المقارنة بحقّ
لوَجدتني أكتبُ بريشةٍ من أهدابِ جفوني
عَلى الإطلاق
دَائماً وأبداً
سيكونُ وَجهكَ أجمَل ما رأيتُ وأرَى .