صرخة عدم

الشاعر الفلسطيني محمد خالد النبالي / الأردن 

يا رامِيَ القولِ سهمًا ضلَّ مسْلكُهُ

إنـِّي بشعري أباري صرخــــة الـعَـدَمِ

 

ورغمَ أني على الأعـرَاف مُنتظِــرٌ

مـا زلتُ نجمـًا بِذِي الأقطـارِ والأُمَمِ

 

ورُحْتُ أسألُ عَنْ طِفلٍ وعَن وطنٍ

مَـاتَ الجميعُ ببحـرِ الوقتِ والسَّـأَمِ

 

وعُــدتُ أبحثُ في الأوطانِ عَـنْ رجُـلٍ

طالَ انتظـارِي ولـم أحصُدْ سِـوَى وَهَمِي

 

وعِشْتُ أفْــلَـحُ أرضَ الذاتِ مُحتَشِدًا

بخــوفِ كُـلِّ مِـدادٍ عاشَ فَـوقَ دَمِي

 

إِنْ لَـم أُسطِّــرْ عُـيُــونَ الشِّعــرِ مُغتَبِطًا

أني أتيتُ بضِدِّ الـجَـوْرِ والـظُّــــلَمِ

 

لا كانَ شِعـرِي ، ولا كُــنَّـا بأضْلُـعِـهِ

فالشِّعـرُ وحيٌ نبيلٌ مِنْ صَـدَى الـنَّغَـمِ

 

والشِّعـرُ يـَصْنَـعُ شَعبًا كانَ أوَّلُــهُ

مِنْ يـومِ عِشْنَا حَـدِيثَ الَخـصْمِ والَحــكَــمِ

 

حَـدِيثَ كُـلِّ وَلِـيٍّ فـاسِـدٍ غَــدِرٍ

يـُركِّــعُ الشَّعبَ بالألفاظِ والـكَـــلِـمِ

 

فالشِّعـرُ يــَفضَــحُ ذِئـبــًا جـاءَ مُعترِضـًا

على انتهاكِ حُــقُــوقِ الَخـــلْقِ والذِّمَمِ

 

مُنذُ اقتسَامِ بـلادِ العُربِ أجمعها

نرَى الذئابَ رُعاةَ الشَّـــاءِ والغَنَمِ

 

والشِّعـرُ يـَسْـكُبُ مِنْ عَينَيــــهِ مَــرثيَـــةً

والشِّعــرُ يـَصْرُخُ في الأفهامِ والهِمَمِ

 

لكـنَّــهُ الضَّعفُ مِنْ قــومٍ بــلا أُذُنٍ
سِـوى الدُّمُوعِ لُجـــرْحٍ غَيرِ مُــلْــتَــئِــمِ

 

لـو كـانَ بالأرضِ أفــذاذٌ لمعــركَةٍ

لكُنتَ تـُبصِرُ معنى دَفْــعِ مُنتَقِمِ

 

لكـنـــهُ الــعهــدُ أنـــَّا أُمَّـــةٌ خَـرِبـَتْ

وضاعَ منَّا جمالُ العهدِ والقسَمِ

 

فـأيُّ شيءٍ يـُرَجَّى بعدَ محنتنا

إلاّ نشيدًا معَ الإصباحِ للعلَمِ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى