مقال

مدخل إلى تطوير إطار عمل فعال لعمليات التدقيق الداخلي لتعزيز الكفاءة التشغيلية في الصناعة المصرفية في قطر

د.طلال العبدالله | قطر

كان الغرض من إجراء هذه الدراسة البحثية هو توفير المعرفة التي يمكن أن تستخدمها المؤسسات المصرفية الاستثمارية القطرية لتحسين ممارسات التدقيق الداخلي الحالية. كان أحد أهداف هذه الدراسة هو نمذجة العلاقات بين عمليات التدقيق الداخلي وأهداف الكفاءة التشغيلية للمنظمات المستهدفة. كما حددت الدراسة السلطات ذات الصلة التي يمكن أن تكون مسؤولة عن صياغة وتنفيذ المبادئ التوجيهية التي تعتبر ضرورية لتعزيز كفاءة عمليات التدقيق في الصناعة المصرفية القطرية. كان الهدف البحثي الآخر هو تقييم تأثير أي فجوات ملحوظة بين الممارسات الجيدة القطرية والدولية لعملية التدقيق الداخلي أخيرًا، اقترحت الدراسة إطارًا مفاهيميًا يجب على إدارة المصرف القطري اعتباره ليكون قادرًا على التعامل مع تحديات تنفيذ التدقيق الداخلي، وقد تم تحقيق أهداف البحث هذه من خلال إجراء مسح مع 150 من أعضاء فريق التدقيق الداخلي وكبار مديري المصارف وأعضاء من لجنة مراجعة التدقيق وأعضاء آخرين ذوي صلة في مجلس الإدارة. كما تم متابعة 13 مقابلة شبه منظمة مع رؤساء أقسام التدقيق الداخلي ومساعديهم أظهرت بيانات المسح قيماً موجبة للمتوسط لجميع التركيبات الفردية، مما أظهر رضا المستجيبين بشكل عام فيما يتعلق بأبعاد التدقيق الداخلي وتركيباته الفرعية.
أظهرت الإحصائيات الاستدلالية الاِنحدار الخطي المتعدد معايير الأداء كمجال تدقيق يشترك في علاقة قوية، إلى جانب الكفاءة
التشغيلية والإحصاءات الوصفية التي أظهرت أيضًا استجابة إيجابية تجاه كل بناء فرعي لمعيار الأداء. وهذا ما يفسر سبب الكفاءة
التشغيلية العالية للمنظمات المستهدفة ومع ذلك عند تحليل نتائج المقابلات، وتم بعد ذلك تسليط الضوء على بعض المجالات
الضعيفة، بما في ذلك عدم الرغبة في الاستثمار في التقنيات المؤتمتة المتقدمة وتحليلات البيانات إلى جانب بعض أوجه القصور في
تقييم المخاطر وتقنيات تحليل البيانات.

المقدمة :
عرض الكاتب عن مشكلة الدراسة المختارة للقارئ أولاً ، وتقديم نظرة عامة ومن ثم تقديم مشكلة الدراسة من خلال تحديد السياق والخلفية. يتم تحديد أهداف وغايات الدراسة متبوعة بعرض لأسئلة الدراسة الرئيسية. يتم ذكر تبرير الدراسة من خلال مناقشة القيمة العملية والنظرية للدراسة. يتم تقديم وصف موجز لمنهجية الدراسة للسماح للقارئ بمعرفة كيفية الإجابة على
أسئلة الدراسة. يتم تقديم تنظيم وهيكل البحث، ويتم تقديم تعريفات الاختصارات والمصطلحات المهمة في شكل جدول. تم تحديد نطاق البحث والافتراضات النظرية الرئيسية وفي النهاية، يتم تقديم ملخص موجز لإغلاق المناقشة التي عقدت في الفصل الأول.
1.1. نظرة عامة على موضوع البحث المختار
تناولت هذه الدراسة بعنوان “تطوير” إطار عمل فعال لعمليات التدقيق الداخلي لتعزيز الكفاءة التشغيلية في الصناعة المصرفية في
قطر” التحقيق في ممارسات وإجراءات التدقيق الداخلي للمؤسسات المصرفية الاستثمارية الخاصة الكبيرة الحجم في قطر. الغرض من هذا البحث هو فهم الوضع الحالي لممارسات التدقيق الداخلي وتحديد الطرق الممكنة لتحسين فعالية التدقيق الداخلي. يتم تقييم أهمية التدقيق الداخلي من خلال التحقق من العلاقة المحتملة بين إجراءات التدقيق الداخلي والكفاءة التشغيلية.
حاول الباحث اقتراح إطار عمل من خلال تقييم العلاقة بين متغيرات التدقيق الداخلي المختلفة والكفاءة التشغيلية من أجل الحصول على الفهم التفصيلي، قامت
الدراسة أيضًا بتحليل خصائص التدقيق الداخلي المهمة مثل – مؤهلات أعضاء فريق التدقيق الداخلي والخبرة والمؤهلات المهنية ومهارات رئيس التدقيق الداخلي. بالاتفاق مع الأدبيات السابقة، يعتبر البحث الحالي أيضًا أن التدقيق الداخلي ضروري لتعظيم الكفاءة التشغيلية في القطاع المصرفي المختار في هذا القسم، يقدم الباحث مقدمة عن مجال البحث المختار ويوضح مشكلة البحث الرئيسية التي كانت المحور الرئيسي للبحث بأكمله.
التدقيق الداخلي هو أحد مكونات حوكمة الشركات هي نظام أوسع مصمم للسيطرة على منظمات الأعمال وتوجيهها. تتضمن (حوكمة الشركات مراجعة سياسات وممارسات المؤسسات فيما يتعلق بالمبادئ والمعايير الأخلاقية، وامتثال المنظمات لمدونة قواعد السلوك، نظرًا لتغير البيئة التنظيمية وزيادة ضغط أصحاب المصلحة على الإدارة لضمان
الشفافية في العمليات الداخلية، فقد أصبح تطوير إدارة تدقيق داخلي فعالة مع فريق تدقيق يعمل بشكل جيد أمرًا لا مفر منه، يحتل التدقيق الداخلي الأهمية المركزية في محاسبة الأعمال، لأنه يساعد الإدارة في تتبع عمليات الأعمال الداخلية المهمة جعلت سلسلة من فضائح المحاسبة الضخمة التدقيق الداخلي موضوعًا مهما للنقاش للأكاديميين والممارسين . فهو يضع حجر الأساس لإجراء هذا البحث.
علاوة على ذلك، فإن التغييرات الرئيسية في إصلاحات التدقيق التي تم إجراؤها خلال العشرين عاماً الماضية، وذلك بسبب إلى
التغييرات في هيكل ملكية المصرف، قد حفز الباحث أيضًا على اختيار هذا المجال البحثي.
وقد أثرت هذه الإصلاحات على ممارسات التدقيق الخارجي والداخلي للمؤسسات المصرفية في منطقة العالم المتقدم والنامي، ومن خلال النظر في أهمية تقييم فعالية التدقيق الداخلي في البيئة التنظيمية المتغيرة، تركز هذه الدراسة البحثية الأولية على المصارف الاستثمارية الكبيرة الحجم في قطر بهدف تقديم أدلة عملية على العلاقة بين التدقيق الداخلي والكفاءة التشغيلية للمصارف.
هذا وبشكل عام، يعد تطوير إطار التدقيق التشغيلي الداخلي هو المحور الرئيسي لهذه الدراسة. توفر نتائج البحث الأولية المقترحة
مؤشرات لآليات الرقابة الداخلية والتدقيق المفيدة لأصحاب المصلحة المعنيين مثل الموظفين والمالكين والإدارة والهيئات التنظيمية وصانعي السياسات في القسم التالي ناقش الباحث خلفية البحث وسياقه لإعطاء نظرة عامة مفصلة عن موضوع البحث الذي تم اختياره.
1.2 خلفية البحث
استجابة للاهتمام المتزايد بحوكمة الشركات ازدادت أهمية إدارة التدقيق الداخلي بشكل كبير. يعتبر التدقيق الداخلي الآن العنصر
الأساسي في تطبيق نظام المحاسبة ويلعب دورًا مهمًا في بناء ثقة أصحاب المصلحة وتحسين الكفاءة التشغيلية . تستند
الاستراتيجيات المؤسسية والمالية للمؤسسات إلى نظام تدقيق داخلي ،فعال مما يزيد من موثوقية آليات الرقابة الداخلية، ويحسن
عمليات إدارة المخاطر، ويلبي احتياجات المستخدمين الداخليين، علاوة على ذلك، فهو يزيد من مساءلة الموظفين والمديرين التنفيذيين تجاه أصحاب المصلحة الرئيسيين من أجل فهم الأسباب الكامنة وراء زيادة التركيز على التدقيق الداخلي، من المهم إلقاء نظرة عامة على العقدين الماضيين.
أدت سلسلة من إخفاقات الحوكمة والمراقبة (مثل مصرف إنتركونتيننتال و نورثرن روك وإنرون و مصرف وورلد كوم وأوشيانيك)
خلال العقدين الماضيين إلى زيادة وعي الجمهور العام بقضايا الرقابة الداخلية. وازداد الجدل في سياسات الرقابة الداخلية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2007. ولأن الأزمة المالية العالمية الحادثة بسبب سوء إدارة المخاطر للمصارف الأمريكية أدت إلى تغييرات كبيرة في آليات حوكمة الشركات في الصناعة المصرفية وجعل التدقيق الداخلي مسألة مهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى