أدب

صلاة الفتح

عشية انتصار الثورة السورية وسقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024م/7 جماد الثاني 1446هـ

محمد أسامة | أمريكا الشمالية

حيُّوا دمشقَ يُعزُّها الإسلامُ
فبهاؤها نورٌ علا وسلامُ

فتح ٌمبينٌ يُستضاء بهديه
وأمام عيني واضحٌ بسَّامُ

فتحٌ تجلَّى في السَّماء بنوره
وتراقَصت في ركنها الأجرامُ

فرَّ السَّفيه وكيف ولَّى مُدبرًا
مثلَ الكلاب جزاؤه الإعدامُ

فرَّ السَّفيه تقبَّحت أفعاله
وتكسَّرت بهروبه الأصنامُ

مرَّت سنونُ على دمشقَ مريرةٌ
فيها اشتعالٌ قد بدا وضرامُ

والظُّلم حلَّق في البلاد وقد بدا
موتًا عقيمًا جُلَّه أسقامُ

إذ خلتُ تعبث في دمشقَ عصابةٌ
فيها الشُّرور وفي الديارِ ظلامُ

وتبخَّرت كل الأماني وانقضت
أمست سرابًا والخطوب جِسامُ

وتآلَّب الفُجَّارُ من كل الدُّنا
كي يفسدوا وتحوطهم آثامُ

وإمامُ أهل الكفر بات مُظفَّرًا
والحقُّ منهزمٌ علاه سَقَامُ

وتحطَّمت كُلُّ القلاع بشامنا
وتجمهرت بربوعها اللآلامُ

ولقد يئستُ وخلت قلبي دامعًا
كم صار يغلي ما أراه ينامُ

حتى تبسَّمت السَّماء برحمةٍ
وتفتَّحت في أُفقها الأحلامُ

واستيقظت من بعد نومٍ أُمَّةٌ
فيها ليوثٌ سادها ضرغامُ

بذلوا لأجلِ الظَّفر صدقَ عزيمةٍ
وشجاعةً يعلو بها المقدامُ

هم كالأسودِ على الأعادي إن قسوا
لكنَّهم بين العباد كرامُ

وتدافعت تلك الكتائبُ لم تزلْ
كالسَّيل يمضي حقُّه الإعظامُ

منها فلولُ الكفر ولَّت وانتهَتْ
ما للخطيئةِ بعد ذاك مُقامُ

بالحزمِ والإيمانِ عزَّ لواؤها
وبعزمها تتثبَّتُ الأقدامُ

ويلومنا بعض الصِّغار بجهلهم
فتبجَّحوا وكأنَّهم أغنامُ

وأقولُ كُفُّوا لا نذِلُّ وننحني
للعسفِ يومًا إنَّ ذاك حرامُ

فَلَكَمْ رأيتُ الجَوْرَ دمَّر حُلمنا
وتفحَّمت من غيِّه الأرحامُ

إنا لنأبى أن نعيش أذلَّةً
قهرًا وما بعد الفعال ِكلامُ

ولَّت عصور الذُلِّ زال زمانها
من غير عودٍ وانتهى الإجرامُ

والحَيْفُ أدبر إذ أراه قد اختفى
متدثِّرًا والعدلُ صار يُقامُ

وتطهَّرت حلبُ الأبيَّة وانتشت
وبنصرها كم يفرحُ الأيتامُ

وحماةُ بعد الدَّاءِ تمَّ شفاؤها
وكذاك حمصٌ حولها الآرامُ

واللاذقيَّةُ بالبهاء ترسَّمت
في عزَّةٍ والحقُّ ليس يُضام

وكذاك إدلبُ كم أرى لمعانها
وحسام ثورتها به إقدامُ

ودمشقُ بعد القَهر بذَّ ضياؤها
دَلَسَ الدُّجى والصُّبْحُ فيه دوامُ

وحي الخلافةِ في قديمِ زمانها
بفخارها تتحدَّثُ الأعوامُ

صلُّوا صلاة الفتح في كُلِّ الرُّبى
في المسجد الأموي بات يُقامُ

حيُّوا دمشق فذاك ظفرٌ قد أتى
وتحدَّثت عن وقعهِ الأقلامُ

قلبُ العروبةِ لست أعدِلُ مثلها
بلدًا إذا تمضي بها الأيامُ

فتبسَّمت وتزيَّنت أثوابها
بالفخر إذ يعلو به الإسلامُ

لترفرف الرَّايات فوق سمائها
تلك الحقيقة ما بها أوهاُم

بقلاعها يعلو أخالُ حُسامها
وبأرض شامي لا يذلُّ حُسامُ

يا شامُ أنتِ اليوم أروع جنَّةٍ
بالحقِّ كم تعلو بكِ الأعلامُ

يا شام أرض الوحي جلَّ بهاؤها
فِردوْسُها وفخارها يا شامُ

يا شام نفحُ المسك يغلِبُ عِطرها
قلبي ويُرجى في الختامِ سلامُ

منصورةٌ يا شامُ عشتِ أبيَّةً
مرفوعةً والشَّعْبُ فيكِ هُمامُ

والثَّورةُ الشَّبهاءُ ذي راياتها
تعلو مظفَّرَةً ونِعْمَ خِتامُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى