سياسة

لعبة الموازنات

د. طارق حامد
كانت هذه لعبة القوط ونصاري الأندلس والصليبيين في الشام مع المسلمين كلما لاحت لهم مكاسب مع المسلمين تحالفوا معهم علي بني دينهم وجلدتهم والأمثلة كثيرة وشاهدة علي ذلك و إذا حاصرهم المسلمون وأطبقوا عليهم الحصار توجهت مجموعة منهم إلي مدينة أخري تابعة المسلمين فحاصروها أو تحالفوا معها ثم يقومون بمهاجمة المسلمين الذين حاصروا حصنا او مدينة للصليبيين، فكانت لعبتهم المفضلة مع المسلمين عموما أبان الحروب الصليبية و كذلك حربهم ضد المسلمين في الأندلس لاستعادة ما فتحه المسلمون من قبل و أخذوه منهم من الممالك النصرانية في الأندلس، و العجيب في الأمر أن المسلمين يأمنون جانبهم دائما ويصدقونهم و في النهاية ضاعت الأندلس كلها حتي آخر مملكة للمسلمين فيها وهي مملكة غرناطة وحينها قالت عائشة الحرة أم أبي عبد الله الصغير بن الأحمر آخر ملوك غرناطة والأندلس قالت لإبنها وهم يخرجون صاغرين من ملك دام ثمانية قرون : ابك كالنساء علي ملك لم تحافظ عليه كالرجال.
واليوم يفكون الحصار عن غزة بعد عام ونصف العام ، غزة المهلهلة الممزقة المكلومة، لماذا لم يذكروها طيلةهذه الفترة القاسية و بعد هذا الهولوكوست والإبادة الجماعية ؟! لماذا لم يذكروا المساعدات و فك الحصار عنها والهدنة المشكوك في أمرها إلا بعد أن تحررت سوريا من حكم الطاغية ، أهي لعبة الموازنات مرة أخري يلقون بها إلينا لنلهوا بها ؟!
أهم يفكون الحصار عنها أم عن الكيان خوفا عليه من أن يصبح بين عشية وضحاها بين شقي الرحي سوريا الحرة من الشمال وغزة الصابرة من الجنوب ، نعم ربما يكون فيه بعض الخير لأهلنا في غزة ولكن يجب أن نحذر ونعد العدة لهم فلا أمان ولا عهد لهم.
ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم الأسوة و القدوة حينما حاصر المشركون المدينة وأراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يخفف عن المسلمين ففاوض غطفان علي ثلث ثمار المدينة لسنة لكي يفتت الأحزاب ويجعل بأسهم بينهم شديد ولكن رفض سعد بن معاذ سيد الأنصار وقال قولة عظيمة : يا رسول الله كنا نحن وهؤلاء ولا يطمعون في تمرة من تمر المدينة إلا قري أو بيعا، أبعد أن أعزنا الله بالإسلام و أكرمنا بك نعطيهم ثمارنا والله ليس لهم عندنا إلا السيف.
فلننتبه لهم ولنحذر هذه اللعبة التي يلقون بها إلينا لأن لديهم مخطط آخر وأعينهم علي بقعة أخري و أرض أخرى من أرض المسلمين وما مخطط الصهيوني برنارد لويس لتقسيم بلاد المسلمين إلي دويلات وكانتونات متناهية في الصغر لإضعاف المسلمين أكثر و أكثر، ليس منا ببعيد ولا يخفي علي كل ذي لب و عقل و قارئ للتاريخ.
فاعتبروا يا أولي الأبصار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى