الزراعة الذكية ضرورة استراتيجية لمواجهة آثار التغيرات المناخية

بدوي طه | القاهرة 

نظم المرصد المصري للتقنيات البيئية برئاسة الإعلامي عاصم خليفة وبرعاية الكاتب الصحفي، خالد مبارك الخبير البيئ، وبالتعاون مع مجموعة الكرام العالمية برئاسة الدكتور جمال مختار رئيس مجلس إدارة شركة الكرام والعضو المنتدب ندوة بعنوان ” الزراعة المستدامة الذكية لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في المناطق الصحراوية ” وذلك في إطار الاحتفال بفوز المرصد بجائزة الجمعية العربية البيئية المتميزة وذلك ضمن مسابقة مجلس وزراء البيئة العرب بجامعة الدول العربية.وبحضور كوكبة من العلماء والباحثين والخبراء المهتمين بقضايا البيئة والعمل البيئي والتنمية المستدامة والصحفيين والإعلاميين المتخصصين في شؤون البيئة.

وأكد الدكتور جمال مختار رئيس مجلس إدارة شركة الكرام والعضو المنتدب، ضرورة مراعاة الحزام المناخي في نوع الزراعات وتربية الحيوانات لتحقيق أعلي إنتاجية ودراسة التربة ونوعية المياه المناسبة للمحاصيل المختلفة حتى لا تؤثر على الإنتاجية .

وأشار إلى أهمية ربط مواقع الإنتاج الزراعى والحيوانى بنظم الإنتاج المتكاملة التي تراعي البعد البيئي واعادة تدوير المخلفات الزراعية للحفاظ على صحة الإنسان خاصة إن العمالة الزراعية تستوعب 40 % من الأيدي العاملة في مصر.
وقال الدكتور جمال مختار ،إن مجموعة الكرام العالمية تعد نموذجًا رائدا في التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة ،حيث بدأت الفكرة على يد المهندس مختار على محمد، و بُنيت على مساحة ٥٠٠ فدان عام ١٩٩٧والتى تعد مختبرًا لدمج التكنولوجيا بالتراث حيث اعتمدت على إعادة تعمير الأراضي الصحراوية وتسميدها بشكل طبيعي من المياه المنصرفة من أحواض الأسماك المحملة بفضلات الأسماك ( سماد طبيعى ) للتخلص من ملوحة الأرض الصحراوية ومن ثم تربية الماشية على الأراضي الخضراء التي تم تعميرها والخالية تماما من استخدام اى ملوثات أو اسمدة كيميائية ، وقد حصل المشروع على جائزة من اليابان جائزة “أفضل مشروع تنموي مستدام” عام ٢٠٠٣، فيما قامت الأمم المتحدة عام ٢٠٢١ بإدراجها كـ”أول قرية خضراء متكاملة في العالم النامي.
وفي كلمته اكد الدكتور أحمد حجازي، أستاذ علوم البيئة بجامعة القاهرة، أهمية انتهاج الدولة لسياسات الزراعة الذكية مناخيًا، كمدخل رئيسي لتحقيق الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي المستدام في ظل التحديات المناخية المتزايدة.موضحا أن الزراعة الذكية مناخيًا لم تعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان استدامة الغذاء والزراعة في الحاضر والمستقبل، في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية متسارعة.

واشار الدكتور حجازي ،إلى أهمية انتهاج الدولة لسياسات الزراعة الذكية مناخيًا، كمدخل رئيسي لتحقيق الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي المستدام في ظل التحديات المناخية المتزايدة.

ومن جانبه قال الدكتور عمر البدوي خبير البيئة الدولى ومدير إدارة الأراضى بمركز سيدارى، إن فوز المرصد المصري للتقنيات البيئية بجائزة “الجمعية العربية البيئية المتميزة” في مسابقة مجلس وزراء البيئة العرب بجامعة الدول العربية، هو تتويجٌ لمسيرةٍ بدأت بفكرةٍ صغيرةٍ تحولت إلى مشروعٍ وطنى يهدف إلى نشر كل ما يتعلق بالتكنولوجيات والابتكارات الحديثة التي تسهم في الارتقاء بحالة البيئة، وتشجيع التوسع في تبني التقنيات الحديثة، وتعميق جسور التعاون مع الهيئات والمؤسسات والمراكز البيئية والتنموية، الدولية والإقليمية، العاملة في مصر.

وأضاف الدكتور البدوي، أنه إذا كان التصحر يقاس بزحف الرمال او فقدان الانتاجية فإن مواجهته تقاس بسرعة تبني التقنيات لافتا أن لدينا في مصر كل المقومات مثل الذكاء الاصطناعي: من خلال تحليل الصور الفضائية للتنبؤ ببؤر التصحر قبل تفاقمها.

وفي كلمته قال الدكتور هانى الشاعر المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لحماية وصون الطبيعة، ان الأمن الغذائي والمياه والسكن يعد المنهج الأساسي الذي أقيم عليه المركز الاقليمى الدولى للاتحاد الدولي لصون الطبيعة مشددا على أهمية الخلط بين الطاقة والزراعة والمياه مفيدا أن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة یدعم موضوعات رئيسية تعاني منها المنطقة .

ومن جانبه أعرب خالد مبارك، المسؤول الإعلامي للمرصد البيئي، والذي فاز مؤخرا بجائزة الشخصية المتميزه ،عن امتنانه لاستضافة مجموعة الكرامة لتلك الندوة والاحتفال بفوز المرصد البيئي للتقنيات البيئية بجائزة الجمعية العربية البيئية المتميزة موجها الشكر لكل من الدكتور جمال مختار رئيس مجلس إدارة شركة الكرام والعضو المنتدب لمزارع الكرام العالمية و الدكتور عبد الحكيم مختار المدير التنفيذي للمجموعة على الجهود التي يتم بذلها دائما في مجال التنمية المستدامة مع الالتزام بالحفاظ على البيئة وإعادة استخدام الموارد البيئة بالشكل الرشيد والزراعة الذكية من أجل تحقيق الأمن الغذائي .

وفي نهاية الندوه كرم المرصد رواد التنمية المستدامة في مصر وتسليمهم الدروع التذكارية،وهم كل من الدكتور جمال مختار العضو المنتدب للكرام العالمية ،ود أحمد كامل حجازي أستاذ العلوم البيئية والدكتور هاني الشاعر المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة،والدكتور خالد فهمي وزير البيئة الاسبق،المدير التنفيذي لمركز سيداري.