التوجه المستقبلي للعلاج: تنشيط الخلايا الطبيعية (2)

أ. د.فيصل رضوان
اُستاذ التكنولوجيا الحيوية الطبية والسموم- الولايات المتحدة الأمريكية

     أشرنا فى الجزء الأول من هذا المقال إلى تنشيط الخلايا وهو نهج علمى حديث لتحسين الصحة، وبشكل يتناغم مع نمط الحياة العصري. ويهدف هذا النهج بالأساس إلى تحفيز كل خلية من خلايا جسم الإنسان لتعمل على النحو الأمثل. وللحفاظ على التنشيط الطبيعي لخلايا أجسامنا، علينا مراعاة وفهم ثلاثة جوانب هامة عن خلايا أجسامنا : 1. تغذية الخلايا. 2. تحفيز الخلايا. 3. دعم الخلايا.

أولا: تغذية الخلايا
ساعد البحث العلمي في مجالات التغذية والصحة والمرض والعلاج فى تحديد وقياس إحتياجات كل عنصر غذائي للإنسان في مراحله المختلفة.

ومن مساوئ النظام الغذائي الحالى للحياه العصريه انه عالي السعرات —عالى الدهون المهدرجة، عالى الصوديوم/قليل البوتاسيوم وقليل الألياف، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني، وهى العوامل الرئيسية المسببة فى تفشى الأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائيالمسمى ب (DRNCD) (diet related non communicable diseases) / أو أمراض نمط الحياة. ومن العوامل الخطيرة للغاية فى هذا النظام وجود ما يُسمى بالحشوات fillers، التي تُشكل جزء كبير من المنتجات الغذائية المصنعة، والتي تؤثر سلبًا على صحة المستهلكين، سواء كانوا أطفالًا أو بالغين. ومن المساوئ الأخرى تزايد مستويات السموم في الأطعمة العصرية، مثل تلوثها بالمبيدات، والمواد الحافظة، والملونات، ومكسبات الطعم والرائحة.

إذن ما هو الغذاء المثالي؟

الغذاء المثالي يجب أن يحتوي على جميع العناصر الغذائية بنسب صحيحة، وأن يكون خاليًا من أي مواد سامة وكل ملوثات الطعام العصرى. الحقيقة المؤلمة انه لا يوجد غذاء طبيعي في العالم يُلبي جميع الإحتياجات الغذائية للإنسان سوى حليب الأم، شريطة حصول الأم على تغذية كافية!

ثانيا: تحفيز الخلايا
أدت ميكنة العالم ووفرة الحياة الحديثة إلى تقليل النشاط البدني ونقص كبير فى إستهلاك السعرات الحرارية. لذا تخزن السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون. كما أن سهولة الحصول على الأطعمة المصنعة عالية السعرات، والغنية بالسكر والنشا والدهون —حلوة المذاق، قد سببت زيادة الوزن والسمنة والذى يؤسس حجر الزاوية لمجموعة من “أمراض نمط الحياة”. في الواقع، تُعدّ زيادة الوزن والسمنة من احد اخطر أشكال سوء التغذية فى الدول الغنية—ولا يقل خطرا من سوء التغذية نتيجة نقص الغذاء ذاته بالدول الفقيرة.

وكما هو القول بأن ما يُستعمل ينمو، وما لا يُستعمل يتلاشى ويضمر — فإن التحفيز المنتظم لخلايا الجسم ضروريًا للحفاظ على صحة الخلايا. والنشاط البدنى هو حجر الزاوية فى التحفيز الخلوى.

تطلق العضلات عند نشاطها الميوكينات myokines التي تعمل كوسائط للياقة البدنية والعقلية. تشير الدراسات التي أُجريت في السنوات القليلة الماضية إلى وجود عوامل اخرى كثيرة تُفرز من خلايا العضلات، والتي قد تؤثر على تثبيط نمو الخلايا السرطانية وتنظيم وظيفة البنكرياس. لذا، يمكننا القول بأن الخمول البدني يوفر آلية محتملة لتسارع الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

ثالثا: دعم الخلايا
يشمل دعم الخلايا حمايتها وتقليل الإجهاد الفسيولوجي والكيميائي عليها. ونحمد الخالق سبحانه أن جعل جسمنا مغطى ومحمي من العوامل البيئية خارجياً بالجلد وداخلياً بالأغشية المخاطية. وداخل هذا الحاجز المادي المتين، يمتلك الجهاز المناعي آليات عدة للدفاع والحماية من العوامل البيئية إذا هاجمت الجسم. وقد سبب نمط الحياة الحديثة ضغطا كبيرا على المناعة. تدخل العديد من المواد الكيميائية الضارة إلى أجسامنا دون ظهور علامات تحذيرية، وخاصة تلك التي تحسن الطعم والرائحة في تركيبات الطعام المُصنّع، ومستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالجسم والتى يُلحق استخدامها على المدى البعيد الضرر، وخاصةً بالجهاز المناعي.

ويتم التخطيط لدعم الخلايا من خلال تحديد عوامل الخطر، بعد تحليل نمط الحياة لكل شخص، لإيجاد التدابير الوقائية الممكنة. ويؤثر نمط الحياة بشكل أكبر على خلايا الجلد. فعلى سبيل المثال، يجب أن يحتوي منتج العناية بالبشرة المثالي فى ذات الوقت على العناصر الغذائية التي تُغذي البشرة وتحمي الخلايا من العوامل البيئية. وقد اخذت بعض الشركات مثل LifeVantage نتائج الأبحاث العلمية في هذا المجال وقامت بتطوير منتجات مُحسّنة للعناية بالبشرة، ومستحضرات مُغذية للعناية بالجسم تقوم بتنشيط الترسانات الخلوية الخاملة للقيام بواجبات الدفاع والنمو والحيوية فى ذات الوقت. واخيراً— فإنه اصبح من الممكن لبعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة أن نبطئ من عملية الشيخوخة، ونصبح اكثر مقاومة للأمراض.
العنوان بالغة الانجليزية:-
‏The future trend of treatment: natural cellular
‏activation (2)

رابط الجزء الأول من المقال

‏https://worldofculture2020.com/?p=114663