أبا فرات.. الذكرى الـ 28 لرحيله

شعر: د. سعيد جاسم الزبيدي
يامن زهت بك دوما (حلبة الأدب)
وقد ملكت الحروف الزهر كالشهب
***
نورا متى شئت أو نارا مؤججة
في حالتيك:رضا أو كنت في غضب
***
فيسرح الخاطر المفتون يتبعها
حتى يصيدَ معانيها من الكتب
***
فلم يجد مبتغى فيها وأعجزَهُ
كأنه مدّ إبهاما إلى لهب
***
ليسهر(النقدُ) جرّاها وغايته
يستلُّ تأويلها من لفظها العذب
***
وكم تهيبتُ أن أدنو لقافية
أطلقتَها فيحار(النقد) بالسبب
***
وقد تذكّرتُ يوما أن وقفت به
أشدو وإنك ذاك(السيف)في(حلب)
***
غايٌ- وإن لم أصلها- إنما حلم
في يقظةٍ مثلما مستعجَل السحب
***
ودارَ في خلدي زهوٌ يرافقني
كأنما صار عندي منجم ُ الذهب
***
أرويه في أي حفلٍ حين يسألني
محاورٌ خلتُ فيه منتهى الطلب
***
فصار من همّتي أُعنى بـ(معجمه)
لم أدرِ ما استغرق التنقير من حقب
***
أبا فرات…ولولا أن يقال غلا
لقلتُ فقتَ أساطين الألى العرب
***
لو أنصفَ (النقد) في أدنى مراجعةٍ
قد قال مثل مقالي ذاك في الرتب
***
لكنما نزغاتٌ ترتدي عُقَدا
لم يسلم المبدعون الكثر من رِيَب
***
وحسبك المجد إذ بوّئتَ منزلةً
كفاك ما نلتَ من جوع ومن سغب
***
(كفاك موحش عمر كنت تقطعه)
مع التي أكلتْ من مِقْوَلٍ ذرب
***
من(أم عوف)إلى(الوتريّ) صغتَهما
أنشودتين لعنوانين من كُرَب
***
لا(دجلةالخير) لا(يافا) وغيرهما
أظلتا عمرك المهدود من تعب
***
ولا (الغري) الذي كانت مرابعه
مهوى خطاك ومرعى الجدّ واللعب
***
ماضمّ منك رفاتا بعد غربتها
لم يُجدِمنّا هتافٌ بُحّ من عتب
***
نمْ هانئا بـ(دمشقٍ)أكرمتْك بـ(يا)
أهلاً تسيلُ من الأفواه كالضَرَب
***
نبقى نباهي بأنّا أعينٌ شهدت
عصرا توشّحَ فيكم (جوهر النسب)
______
هوامش:
١.حلبة الأدب: أول ديوان الجواهري
٢.معجمه إشارة إلى كتابي :من معجم الجواهري.
٣.كفاك موحش ….تضمين من قصيدة الجواهري:أرح ركابك
٤.التي أكلت مقول ذرب إشارة إلى مقولة الجواهري :أنا الذي أكلت القوافي لساني
٥.الغري:النجف الأشرف



