مقال

أين العدل يا أصحاب العقل؟!

د. أحمد الطباخ| كاتب مصري 
في عصر تقدم فيه العلم، ووصل إلي قمم سامقة، ووسط مؤسسات عديدة أنشأها الإنسان في ظل التقدم العظيم الذي أحرزه إنسان هذا العصر من مؤسسات تم إنشاؤها لتحيقق حق الإنسان في عيش كريم في ظل كل ذلك الذي تحقق افتقد الإنسان العدل الذي هو أساس الحياة، ورمانة ميزانها، وسر بقائها، ويا للعار والشنار يتشدق أصحاب هذه العقول بأنهم حقفوا من الانجازات العلمية والتقنية ما لم يحققه الإنسان من قبل، وتناسي هؤلاء وتجاهلوا أن انتكاسة كبيرة وقعت للبشرية في ظل حيوانية وبهيمية هوت بها نتيجة لظلم عظيم وقع فيه الإنسان لما أشبع رغباته وشهواته .

إنك تجد اليوم مظاهر الظلم البين من قتل وسفك للدماء، وانتهاك الحرمات، وإجرام واستحلال لأموال الناس، وأحقاد وغش وعدوان علي الدماء والأعراض، ويقولون لك بعد ذلك إننا ارتقينا بالعقول، وقدمنا للبشرية الانجازات العلمية والاختراعات الجديدة ما غير وجه البسيطة، وقد كذبوا فقد زيفوا الارض، وعاثوا فيها فسادا وظلما، فلم يجن الإنسان ويحقق من جراء ذلك سوي الخراب والدمار والظلم الذي خرب الديار، وهوي بالعقول، وضيع القيم فتصالح من إبليس، وعادي الرحمن، وكما يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: إن استباحة الدماء والأموال والأعراض فلسفة عملية يطبقها القادرون علي العجزة دون محاسبة ضمير في الدنيا، أو اتقاء حساب في الأخرة، وأمتي الإسلامية في طليعة الأمم التي عانت قديما وحديثا من بطش الجبابرة…

إن التتار في بغداد والصليبين في القدس جعلوا دماء المسلمين تجري أنهارا في العصور الوسطي، والأخلاف التائهون وردوا المصير نفسه في أوروبا وأسيا وأفريقية، والاستعمار العالمي أو الاستكبار العالمي سواء حمل راية الدين أم لم يحملها لا يبالي حقوق الآخرين، وقد قال الشيخ الشعراوي مقولته وكأنه يعيش فى زماننا قبل أن يأتى فالمؤمن يرى بنور الله سبحانه.. فلقد قال رحمه المولى فى أحد حلقات: إن أهل الباطل يتجمعون ضد الحق لأنهم يعلمون أنهم لو تركوه وشأنه لما بقى لهم أثر بباطلهم على الأرض، وهذا ما يحدث فى زماننا، فلقد تجمع أهل الباطل ضد الإسلام الحق يهاجمونه بكل ما أوتو من قوة، ويجندوا فى ذلك حتى المسلمين ضعاف الإيمان غير عالمين بصحيح دينهم ليرتكبوا الفظائع بإسم الدين ، فيستحل أهل الباطل كل دماء المسلمين وأموالهم وأرضهم لحجة الإرهاب ويستعينوا فى مذابحهم بشتى أنواع الأسلحة وأحدثها ، وأصحاب المذاهب المختلفة مع بعضها لإستحلال ما يفعلون فى أصحاب المذهب السنى ، ومع هؤلاء أدواتهم الإعلامية الكاذبة الملفقة للحقائق، وكانت البداية بأحداث 11 سبتمبر التى أتى بحقيقتها كاتب أمريكى منهم؛ حيث أكد بالأدلة العلمية أن أحداث 11 سبتمبر صناعة أمريكية لجعل الإسلام عدوا استراتيجى، وتفكيك الدول الإسلامية إلى دويلات ضعيفة يسهل حكمها والقضاء عليها ، ونهب ثرواتها من ضمن هذه الأدلة التى استشهد بها الكاتب الأمريكى أن مبانى البنتاجون والأبراج مصممة من مواد بناء لا تخترقها الصواريخ العسكرية التقليدية، فكيف تخترقها طائرات مدنية وتفجرها، ودلل على كل مقالاته بأدله مشفوعة علميا فى إحدى عشر سببا لم تنكرها أمريكا ، ثم رتبوا بعدها لكيفية مهاجمة الدول دون مأخذ علهم يكشفهم، وكان الإرهاب هو الستار الذى يتسترون به لتحقيق أغراضهم الدنيئة فى بلادنا، ومعهم أعوانهم من المذاهب والجماعات التى تطمع فى الثروات والقضاء على غيرها ممن ليسوا من مذهبهم.. كان الحق عونا وحصنا لكم يا أهل الحق،ولن يترككم وسيندثر هؤلاء ومن عاونهم ويعاونهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى