أدب

بين سلطانين

شعر: محمد عليبة

باسمِ الإِلَهِ إِلى الدُّنْيا وما فِيها

أُهْدي السَّلامَ لها واللهُ رَاعيها
ما خابَ ظَنِّي بِمَنْ أمّنْتُهُ ذِمَمًا

فاهْنَأْ على الْخَيْرِ واسْتَمْطِرْ رَوَابيها
أّمّنْتَ شَعْبَكَ في” كوفيدَ” منْ هَلَعٍ

وَصُنْتَ بِالْوُدِّ مَنْ حَلّوا بِوَاديها
بَلِّغْ سَلامي إلى شتى فراقدها

إِنّي تَرَكْتُ فُؤَادي في حَواريها
وَقُل لِأَبْناءِ قَابُوسٍ إِذا رَكِبوا

سَفِينَةَ السَّبْقِ إِنَ الْعِلْمَ حَاديها
وَالصَّبْرُ فيها مَجادِيفٌ وبَوْصَلَةٌ

والْحِلْمُ رُشْدٌ وبَدْرُ الْحَقِّ هَاديها
كَمَا عَهِدْتُكَ كُنْ صَقْرًا إِذا نَشَبَتْ

نارُ النِّقاقِ فَلَا تَتْرُكْ أَفَاعيها
حيّاك ربُّكَ شَمْسًا في مَرابِعِها

وَدُمْتَ بَدْرًا إِذا حَلّتْ لياليها
تَوِّجْ بلادَك عِلْمًا إِنْ أَرِدْتَ لها

رُكْنًا مَهيبًا وقد دامَتْ أَغانيها
إنَّ المَعارِفَ ما دَانَتْ لِمَنْ بَخِلوا

بِوَقْتِهِمْ فاستوتْ في كفِّ قاريها
وقُلّ لشعبك إنَّ الله باركنا

وانْثُرْ عَلَيْهِمْ سَحابًا مِنْ أَقَاحيها
يا أيّهَا الشَّعبُ رُكنُ اللهِ ملْجَؤنا

مَنْ لاذَ باللهِ لا يخْشَى طواميها
يا هَيْثَمَ الْخَيْرِ قُلْ لي: “كَيْفَ أُمَّتُنا؟

أَهْلُ الْجِوارِ وَدَانيها وقاصيها؟”
بُشِّرْتَ بالخير يا” قابوسُ” في سَفَرٍ

أَنْ كَانَ زادُكَ ما تَجْني بَواديها
ورافقتْك إِلى الجنَّاتِ دَعْوةُ منْ

زف الدُّموعَ وكَانَ الْقلبُ ساقيها
نَبْقَى على الْعَهْدِ ما دامتْ بِنا مهجٌ

أَسْرى بها في بَلاطِ الصِّدقِ حاديها

مُرَابِطونَ على عَدْلٍ بِلا زللٍ

وَسَائِرُونَ على نُورٍ يُضاهيها
وبَاِذلونَ لها الأَرْواحَ تضْحِيَةً

واللهُ يَعْلَمُ أنَّا لا نُكافيها
فالابْنُ مَهْما سَعَى في بِرِّ والِدَةٍ

عَنْ طَلْقةٍ في مَخَاضٍ لا يُجَازيها
نُسَابِقُ الوقتَ إيمانًا بواجِبِنا

ما نامَ قلبي وما نامتْ مشافيها
لا ما نسِيناك يومًا كَيْ تُذَكِّرَنا

فأنتَ عَنْ حِكْمَةٍ لا شَكَّ بانيها
أمَّا الجِوَارُ فَرَبُّ العَرشِ قرَّبَهُمْ

والْحُبُّ سَالَ زُلالًا وازْدَهى تيها
الْحَمْدُ للهِ يا سُلْطانَ أمَّتِنا

حَمْدًا يُمَجِّدُ بارينا وباريها
الآنَ جِئْتُ إِلى الأَبْناءِ مُحْتَفِلًا

في بِاحةِ القَصْرِ في أبهى نواديها
يَنايِرُ الْبِشْرِ قَدْ أَهْدَى لِسَلْطَنَتِي

سُلْطَانَ عِزٍّ حَماهَا في نوابيها
ألْقَى السَّلامَ فَرَدَّتْ فرضَ خالِقها

وسلَّمَتْهُ على حبٍّ شَواطيها
و أسْكَنَتْهُ القلوبَ الخُضْرَ واتَّشَحَتْ

زِيَّ الْبطُولةِ في أسْمى معانيها
وسلَّمَتْهُ مَقَاليدًا لِسَلْطَنَةٍ

ما سَلَّمتْ ذِلَّةٍ يَوْمًا لغازيها
لكَ السَّلامُ لِرُوحٍ جَلَّ حافِظُها

ما بايَعَتْ في جُنونِ الرِّيحِ صاريها
يا سيِّدًا بايعَ الإخْلاصُ رحْلتَهُ

قدْ جئتَ بالنِّور فانْزَاحتْ دياجيها
إِذا هَمَمْتَ على الدُّنيا بِخاطرَةٍ

أصْغَى اليراعُ فأمْلَتْكُمْ أَعاليها
ينايرُالسَّعْد لا دمعٌ ولا حَزَنٌ

غدًا سيَبْلُغُ بالدُّنْيا مَرَامِيها
نُوفِمْبِرُ المَجْدِ أهْدى فيهِ رايَتَهُ

لِصَاحبِ الْفَضْلِ ما ضَلَّتْ مَساعيها
فَهَللَ الشَّعب والألْحانُ تسْبِقُهُ

وجَدّدُوا بيْعةً سالتْ سَواقيها
سعَتْ “ظفارٌ” لهُ عينًا تُرافِقَهُ

واسْتأْمَنَتْهُ على الدُّنيا ومافيها
“ومسْقطُ” البرُّ تسْتدعي بَشائِرَها

أمَّا”البريمي” فتاقتْ كفَّ راقيها
ومِنْ”مسندم” جاءَ الحبُّ رايَتُهُ

تُظللُ الْبِرَّ في وُسْطَى مَرَاعيها
ماغابَ عنْكَ سوى شرٍّ فَدُمْتَ لها

سُلْطانَ عدْلٍ فدُمْتَ الدَّهْرَ حاميها
وجِئْتُ مِنْ مِصْرَ أرْضُ الِّنيلِ مُتَّشِحًا

قَصِيدَةً عزَّ حقَّاً مَنْ يُسَاميها
لَكَ اسْتَقامَتْ بِبَدْءٍ ليْسَ مُخْتَتَمًا

إلَّا بِفَجْرٍ على مَرْمَى مَبانيها
فَجِئْتُ أَمْدَحُ رَمْزَ الْحَقِ مُرْتَجِلًا

حتَّى تكشَّفَ مِنْ رُوحي خَوابيها
حَمَلْتُ مِنْ مِصْرَ في كَفَّيّ سَوْسَنَةً

الشَّوقُ باتَ على شَوقٍ يُرَابيها
حتَّى اسْتَوَتْ في سَمَاءِ الْحُبِّ دِيمَتَهُ

بلْ قِبْلَةُ الْغَيْثِ ما دامَتْ يُوافيها
لِمِثْلِكُمْ ليْسَ غَيْري رامَ قافِيَةً

سعى لها النُّورُ يسْتَرْضي مَعاليها
حُرُوفُها مِنْ سَنا تِبْرٍ يَلِيقُ بِكُمْ

أمَّا النِّقاطُ فَمَاءُ الْقَلْبِ كَافيها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى