امرأة لا تحبك

د. منى قابل| الإسكندرية – مصر
امرأة لا تحبك بالمرة
لا يعنيها إن أطلقت لحيتك أو حلقتها،
ولا إن كنت الآن تسهر مع أصدقائك أو تكتب عن إحداهن قصة في منتصف الليل.
امرأة لا تفتش في صورك القديمة بحثا عن ندم محتمل في عينيك،
ولا تعيد تشغيل الأغنية التي كنت تحبها لتتأكد أنها لم تعد تخصك.
امرأة، حين تمر في خيالها،
تبتسم.
تبتسم، لا لأنك خفيف الظل،
بل لأنك صرت شيئا من الماضي لا يستحق الحنين.
لا تحفظ صوتك، ولا تعيد سماع المقاطع التي أرسلتها إليها،
ولا تتساءل إن كنت نائما،
أو تقرأ لكاتبها المفضل خوان خوسيه مياس.
امرأة لا تتخيلك،
ولا تفتقدك،
ولا حتى تكرهك.
لا تحصي سنوات أزهقتها قربك،
ولا تفكر كيف تنقذك من فراغك،
فهي ببساطة لا تراك.
امرأة لا تصاب بنوبات وجع حين تتذكرك،
ولا تعتبر رسائلك القديمة وثائق حب.
حين تراك صدفة، لا يرتجف قلبها،
بل تصلح خصلتها المتساقطة وتكمل حديثها عن أسعار الكتب أو أنواع القهوة الجيدة.
لا تنتظر منك رسالة،
ولا اعتذارا مؤجلا،
ولا تبني لك مقاما صغيرا في ذاكرتها.
تلك المرأة
تجاوزتك قبل أن تكمل كأس عصير المشمش،
تجاوزتك تماما،
وكتبت رواية جديدة
بطلها “أنت”.




