أدب

أم البهجة

حمود ولد سليمان (غيم الصحراء) – موريتانيا

      كانت غزالة. كانت جميلة. في أحد الأيام بينماهي ترعي الجبل.حسدها الوثنيون وتواطئوا ضدها.ورموها بسهامهم فجرحوها.فتألمت وأنكفأت علي جرحها سنينا طويلة.وفي غمرة حزنها ضاقت بالوثنيين وقررت ان تبوح بالحقيقة ولما فاهت بها اغتالها اليكسوميون الاوغاد.. إلي الشهيدة أم البهجة 

في الأفق الأخضر
أم البهجة
تجيء
مثل الندي والمطر
أم البهجة
في المدي  تستحث الفكر
في الصدي الأخضر
علي الطرقات الأليفة
في المساء
ام البهجة
تجيء مثل ربات الخفر
مثل الندي والمطر
مثل ريح البحر
مثل شذي الزهر
مثل قيثارة السحر
مثل أنداء الفجر
مثل مرقص السحر
مثل الغابة والنهر
مثل  المدي الطري الأخضر
مثل حمامات البر
مثل إشراقات الفجر
مثل الوحي والفكر
الآن تجيء أم البهجة
انضر وانضر وأنضر وأنضر
علي الطرقات الاليفة
علي الربوة الغناء
في سراب الوقت
في ذهول المعني
بين البقاء والفناء
في الرحيل المر
في القبر البعيد
في صدي الطير في الريح
في سفح الجبل
في القفرالبعيد
في الليل
في نار السهل
في وضح النهار
في الوقت الخمري والمر
في الاين المشتعل بالجمر
في سيرة الغياب
في صلوات الوجد
في صبوات المداد
في خطوات البعاد
في همس  الفلوات
في رقيق الذكريات
في صادح الأماني
في العينين الجميلتين
في الوجنتين الزعر
في الافق الاخضر
أم البهجة  الآن
تجيء مثل الندي والمطر
أم البهجة الآن
تجىء من مدن الخريف
من سحر الشرق
من لمع البرق
في الافق الاخضر
في المدي الاخضر
في الصدي الاخضر
تبرق وتبرق وتبرق وتبرق  .مثل الذهب الأصفر
غزالة  ترعي الجبل
في المرج الاخضر
ام البهجة
ابنة الشمس والقمر
كانت ترعي ندي الحقول
من خوفها  من جرح الوقت الوثني
كانت تضم  شراعها
تقول  لابد من الرحيل
و لابد لليل ان يستقيل
ولابد للقلب الموله
ان يقهر  المستحيل
كانت تقول لابد من الرحيل
وكانت ترعي ندي الحقول
كانت غزالة لاتهاب الموت
في يديها الحناء تخضل
مثل صباح الندي
في عينيها الكحل
مثل مسارات خضر
في جيدها عقد من الخرز
المطرز
كانت وردة
تعبق بالشذي العطر
ام البهجة كانت
البنفسجة  في الدم
كانت مهجة المهجة
كانت البهجة والمهجة
كانت غزالة
ترعي الجبل
كانت ابنة الشمس والقمر
في الأفق الأخضر
أم البهجة
تجيء
مثل الندي والمطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى