أخبارمقال

إليك يا قداسة الصحافة أصلي وأرتل

منال فؤاد  |  القاهرة 

لم تكن البداية قرارا بل نداء جاءني يوما وأنا بعد في عامي الثاني الثانوي.. أتصفح الأهرام بفضول عابر
لم يكن للحبر آنذاك مكان في القلب ولا للصحافة ظل في الحلم
لكن شيئا ما كالوحي ناداني
“ستعملين هنا”
ومن يومها جريت مع الأقدار
حتى دخلت الأهرام من بابها الحقيقي
حيث لمست الحبر الأول والورق الأول
قرأت سطور العظماء حللت كتاباتهم ارتويت من تراثها الأصيل
انبهرت بالكلمة وكيف يكون المدح حبا لا رياء
وكيف يكون النقد سما نبيلا لا عداء رخيصا

لمست التاريخ بأطراف أصابعي
ورأيت كيف يصبح الورق هو الميثاق
وكيف يتحول الحبر إلى ضمير
وكيف يعلو الصوت حين يكون الحق منبعه
ويصمت القلم حين يكون الصمت أبلغ من أي بيان

كل صباح أدخل فيه الأهرام
أصلي بالقلب أمام بهوها
كأنني أقف في حضرة شيء لا يشبه إلا نفسه
فهي ليست جريدة بل محراب
وليست مبنى بل جدران تعكس التاريخ

يا أهرام
يا قداسة الصحافة
يا مئذنة الكلمة
يا مداد الصادقين
مائة وخمسون عاما وكل عام بألف عام مما يعيشون
#جريدةالاهرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى