أدب

على مَزاميرِ الشوق

شعر: ھدى حجاجي أحمد| مصر

على مَزاميرِ الشوق
كان قلبي يتدرّبُ على النغمة الأولى،
يرفعُ وترًا من الحنين
ويخفضُ آخر
كي يستقيمَ اللحنُ
على إيقاعِ اسمِك.

كلّما مرَّ صوتُك
في ممرّاتِ الذاكرة
ارتجفت الجدرانُ
كأنها تعزفُ معي،
وكأن العالمَ كله
يتآمرُ لأسمعكَ
أوضحَ مما كنتَ عليه.

يا صاحبَ الوجهِ الذي
لا شبيهَ له إلا سِرُّ القصيدة…
كيف استطعتَ أن تجعل
من نبضي ريشةً؟
تغمسُها في فجرِك
فتخطُّ على الأرصفةِ
أغنياتٍ لم تتعلّم الصمت؟

على مزامير الشوق
كنتُ أراكَ تتقدّم
من وراءِ ظلالِ الغياب،
كأنَّ الحنينَ يمسكُ بيديك
ويُرشدك إليّ…
وكأنني خلقتُ لتكونَ
الموسيقى الوحيدة
التي أفهمها بلا ترجمة.

تعالَ…
فقد تعبتُ من تعلّم العزف
على فراغِك،
وتعبتُ من إخفاءِ النغمة
التي لا يكتملُ ليلٌ دونها.
تعالَ قليلاً…
دعني أضعُ رأسي
على وترٍ من كتفيك
عسى أن يتوقّفَ هذا الكون
عن الارتجافِ داخلي.

يا لحنًا
يبدأ من دمي
ولا ينتهي عند حدودِ عُمري…
أخبرني:
كيف للروح أن تُشفى
وأنتَ ما زلتَ
المقامَ الذي أعود إليه،
والصوتَ الذي
لا يتعلمُ الرحيل؟

على مزاميرِ الشوق
أعزفُكَ الآن…
كما لو أنني
لم أُحبّ أحدًا قبلك،
ولن تُفرِّطَ الأيامُ
بأحدٍ بعدك،
وكأنَّ قلبي
كُتِبَ ليرقصَ
على موسيقى حضورك وحدك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى