أدب

إلا رأسه

واثق الجلبي  | العراق

رئيس تحرير جريدة النهار العراقية

في نشاطٍ ذهني عصفَ بهِ كما جرت مجاذيفُه السائبة كأضلاعه التي لا يعلم أين مستقرها وقف أمام سعفة ميتة مدهوشا ناشرا كثافة أفكاره على رأس نخلة مقطوع ، كانت طوابير الرؤوس المقطوعة بعناية تمرُ أمامهُ ولهُ أن يختارَ رأسا بديلا ليرى صلاحية ما اختارهُ على بدنهِ المتورم من الأسئلة التي سقطت عليه ، قرر أن يأخذ رؤوس القادة والحكماء العراقيين فقط لأن بابل أنجبت الشمس والقمر والكواكب فما من مسوغٍ لرؤوس لم تُصنع في أرضه ، بدأها بآدم حيث وضع رأسهُ الزقوري جانبا وما أن استقام الرأس حتى سقط البدن وبقيّ الرأسُ مرتفعا في الهواء ، استراح لفكرة أنه ليس نبيا ، كانت العتلات تدور وتحت رأس كل شخص اسمهُ ، بعد أن جرب رؤوس الأنبياء قرر أن يختار رؤوس القادة ، هام برأس سرجون الأكدي أو الكلداني لا فرق فصمم أن يرتديه وما أن أمسك به حتى احترقت كفاه ، عانى كثيرا من رؤوس القادة كسنحاريب وآشور ونبوخذ نصر حتى عاد إليه رأسهُ المُستجيب لتداعياته ، لا رأس إلا رأسه فوق بدنهِ إما أن يصبر ويكون مسؤولا عن قراراته أو يصبح دُمية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى