رمزية عبدالرحمن الداخل في شعر سعيد الصقلاوي.. قصيدة محاصرون نموذجاً
إنجاز: محمد علي آذرشب[1] رضا چلیـبي[2]
ملخص البحث
نالت القضية الفلسطينية في العصر الحديث اهتمام أغلب الشعراء حتى أننا لا نكاد نجد شاعراً عربياً إلا وقد تناولها في أعماله. وقد واكب الشعراء العمانيون إخوانهم في الأقطار الأخري وتناولوا القضية الفلسطينية بكل محطاتها حتى أننا نجد لها تسلسلا تاريخيا مع أحداث القضية الفلسطينية او تسجيلا لتاريخها. وكان الشاعر سعيد الصقلاوي من أبرز الشعراء الذين عاشوا مع القضية الفلسطينية بكل وجدانية وصدق وجسدوا المصائب التي مر بها الشعب الفسطيني جراء ذلك و يتحدث عن مآسي الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ومقاومة الشعب وحاول بدوره إيجاد وعي ثقافي حيال القضية الفلسطينية في عمان والعالم العربي أجمع. ونظراً لما تمتاز به قصيدة “محاصرون”من قيمة فنية وجمالية فإننا نركز عليها في هذه المقالة. والقصيدة بمجملها تنقسم إلى نمطين؛ الأول هو رسم وانتقاد الواقع المأساوي قياساً بالتاريخ العربي الزاهر بهدف التوعية والاستنهاض والجانب الآخر هو التطلع للمستقبل الزاهر واستعادة المجد العربي التليد التي تراخت عنه الأمة وتساهلت فيه فضاعت بضياعه القدس. الركيزة الفنية في هذه القصيدة هي الترميز بشخصية عبدالرحمن الداخل وقد تجلت للدلالة على جانب خاص من حياة الأمة الإسلامية والعربية؛ فالشاعر سعيد الصقلاوي خلافاً للشعراء الآخرين الذين ركزوا على الجانب المشرق من شخصية عبدالرحمن الداخل فيما يتعلق ببناء الحضارة الإسلامية في المغرب العربي قد استوحى من شخصيته جانباً سلبياً وهو خروجه من المشرق الاسلامي وتركه لوطنه العربي حيث ضاعت أمجاد الشرق برحيله ولم يخلّد المجد في المغرب وفي هذا القصيدة يلقي عليه باللائمة في كلِّما حصل من مآسي في الفلسطين والشرق العربي والإسلامي. كما يستخدم الشاعر إلى جانب هذه الشخصية رموزا أخري كالشمس والنخيل والماء وهذه الرموز خلافاً لرمزية عبدالرحمن الداخل لا تحمل دلالات عميقة بل جاءت واضحة. كما أن من ميزات القصيدة الفنية ايضاً استخدامه الكثير لكلمة “هل”التي توحي بفداحة الأوضاع من جانب وتطلع الشاعر وعدم يأسه من تحقيق مراميه وآماله.
الكلمات المفتاحية: استدعاء الشخصيات، عبدالرحمن الداخل، سعيد الصقلاوي، شعر المقاومة
المقدمة
إن مأساة فلسطين في حجمها و في حدتها أكبر مأساة إنسانية ألمّت بالأمة العربية في تاريخها الحديث، و لا تزال هذه المأساة ساخنة، و لا تزال هذه المأساة ملتهبة، و لا تزال هذه المأساة متفجرة، و لا تزال أبعادها مفتوحة، و لا يزال حجمها متزايداً لدرجة أنها أصبحت مأساة العرب الكبرى، و قضيتهم الأولى، إنها قضية وجودهم، إنها قضية مصيرهم، إنها قضية حضارتهم.
لم يستطع الشعب الفلسطيني السكوت على هذا الإحتلال الغاشم و إرهاصاته الإجرامية؛ فقد أدَّى ذلك إلى تفجُّر الإنتفاضات و الثورات المتعدّدة بين المواطنين العرب العُزَّل بلغ بعضها حدّ الحروب كما نجد ذلك في حرب عام 1948م المعروف بالنكبة و حرب عام 1967م المسمي بالنكسة لكن أكثر تلك الثورات والانتفاضات أخفقت بسبب شراسة الدولة الصِّهْيَونية و تدريبها المتفوّق و تسليحها العإلى و الموارد الكثيرة، و الدَّعم الخارجي الذي تلقته من الدول الأجنبية. .(جنادله، 1394: 90)
فكان من الطبيعي أن تنعكس هذه القضية المصيرية و مأساتها في الأدب الحديث. لذلك إنطلقت ألسنة الشعراء و أقلام الكُتّاب لتُعبِّر عن ضمير الأمة و ما يعتلج فيه حيال قضية فلسطين من ألم و نقمة و تطلع إلى مستقبل تُمسح فيه تلك الجراحات. فقد شغلت هذه القضية الأدب العربي بشقّيه الشعري و النثري و تنافس الشعراء و الروائيين في الكتابة عن مآسيها حتي ظهر عندنا ما يعرف بالادب الفلسطيني في مختلف الاقطار العربية و الاسلامية ومن ضمنها سلطنة عمان فقد ركز شعراءها على القضية ورسموا ابرز جوانب المأساة و عبّروا عن بعد من أبعادها المتعدّدة نهبا و قتلا و سجنا و لجوءا و تشريدا.
اتجه الشعر العربي المعاصر إلى توظيف الرمز الذي يشكل عنصرا فنيا لافتا للنظر فيه و تقنياته الحداثية عبر به الشعراء عن تجاربهم و افكارهم و مشاعرهم بطريقة غبر مباشرة و جعلوا منه منفذا للتعبير عن التجربة الشعرية لديهم فهو مكن للشاعر أداة مفعمة بالاحياء و الدلالة تستطيع ان تنصهر في القصيدة فيكسبها ارقى الاساليب و يمميها بالتعدد و الانفتاح الدلإلى يعكس فيه الشاعر رؤاه و افكاره عندئد يغدو الرمز بعدا جماليا و في الوقت نفسه حرية مطلقة تتيح للشاعر التعبير عن نفسه و ما يختلج في صدره من احاسيس و قيم إيمانية. (سويهلة،2018: المقدمة)
قد أدرك الشعراء الـمعاصرون أنّ التراث مصدر غني وهام يتوجب عليهم أن لا يستغنوا عنه. فكثيراً ما قاموا باستدعاء الشخصيات التراثية في شعرهم بغية توظيفها في بنية النصّ، بـما تـحمله من دلالات وإشارات تنمّي القدرة الإيـحائية للقصيدة. فاستدعاء هذه الشخصيات تُعتَبر من أبرز التقنيات التي اعتمدها الشعراء في قصائدهم، لتمنحها حمولة فكرية ووجدانية لا تخفى على الـمتلقي، لأن الشخصيات الـمستدعاة غالباً ما يكون لها في الذهن والوجدان إيحاءات دلالية وعاطفية، تفرض على القارئ نوعاً من الإمتزاج الذاتي، وتمثّل حضورا قويا في وعيه و لاوعيه الفردي والجماعي. وتوظيف الشخصيات التراثية في الشعر العربي الـمعاصر، يعني «استخدامها تعبيرياً لحمل بُعد من أبعاد تجربة الشاعر يعبر من خلالها، أو يعبر بها عن رؤياه الـمعاصرة» (زايد، 1997: 13).
فقد كان هناك عدة اسباب لاستخدام الشعراء للرموز واستدعاء الشخصيات في شعرهم ، فمن جهة فان الكبت الممارس من قبل السلطة كان لا يسمح بالتصريح مما يستدعي استخدام الرموز خشية القمع كما ان رغبة الشعراء في إعطاء عملهم طاقة إيحائية عميقةكان السبب الثاني لتوظيف التراث وبالاخير فنظراً لتردي الاحوال وحاجة الأمة إلى قائد منقذ، كثيرا ما لجأ الشعراء لاستدعاء الشخصيات الثائرة و الماجدة ذات السجل البطولي الحافل امثال النبي ص والائمة الكرام وبعض الخلفاء والقواد … و من ضمن تلك الشخصيات عبدالرحمن الداخل.
فقد أدرك الشاعر الـمعاصر أنه باستغلاله هذه الإمكانات يكون قد وصل تـجربته بمعين لا ينضب من القدرة على الإيحاء والتأثير؛ وذلك لأن الـمعطيات التراثية تكتسب لوناً خاصاً من القداسة في نفوس الأمة و نوعا من اللصوق بوجدانها، لما للتراث من حضور حي و دائم في وجدان الأمة، و الشاعر حين يريد الوصول إلى وجدان أمته عن طريق توظيفه لبعض مقومات تراثها يكون قد توسل إليه بأقوى الوسائل تأثيرا عليه، و كل معطي من معطيات التراث يرتبط دائماً في وجدان الأمة بقيم روحية و فكرية و وجدانية معينة، بحيث يكفي استدعاء هذا الـمعطي أو ذاك من معطيات التراث لإثارة كل الإيحاءات و الدلالات التي ارتبطت به في وجدان السامع تلقائياً (المصدر نفسه: 16)، فليس غريبا إذن «أن نجد الشاعر يفسح الـمجال في قصيدته للأصوات التي تتجاوب معه والتي مرت ذات يوم بنفس التجربة وعانتها كما عاناها الشاعر نفسه (اسماعيل، 1967: 307).
و قد تميز الصقلاوي من بين كل شعراء عمان الملفقين بتخصيص جزءا كبيرا من ديوانه الشعري لرسم المأسأة الفلسطينية ونصرة شعبها ضد عدوه الغاشم كما تجلي ذلك في العديد من قصائده وعلى راسها قصيدة (محاصرون) التي تناولت ثلاة ابعاد من ابعاد المأسأة تتمثل في شجب الخنوع والاستسلام الذي هو سبب الازمة وتراخيها ، و الدعوة الاستنهاضية لحمل السلاح وخوض الكفاح الذي سيحل المأساة ، واخيرا بثّ الامل في قلوب الامة الاسلامية والشعب الفسلطيني بغية اجتثاث الياس والاحباط الذي كبله وصرفه عن نصرتها طيلة العقود الماضية.
يعد توظيف الشخصيات والرموز التراثية سمة بارزة في سعيد الصقلاوي، وهي تشير إشارة جلية إلى عميق قراءته للتراث، وقدرته على استغلال عناصره ومعطياته التي من شأنها أن تمنح القصيدة فضاء شعرياً واسعاً غنياً بالإشارات والدلالات. فقد كان الشاعر سعيد الصقلاوي من أبرز الشعراء الـمعاصرين الذين أحسنوا استدعاء الشخصية التراثية في شعرهم؛ وذلك يعود إلى اطلاعه العميق على التراث العربي والإسلامي. وقد وجدناه يلحّ على استدعاء بعض الشخصيات دون غيرها للتعبير عن رؤيته الفنية كما في استدعاءه لشخصية عبدالرحمن الداخل في قصيدة “محاصرون”، حيث اعتبرناها في هذه الدراسة رمزا لابدّ من دراسته.
فمحور الجماليات الفنية في هذه القصيدة هو الترميز بشخصية عبدالرحمن الداخل للدلالة على جانب خاص من حياة الأمة الإسلامية والعربية؛ فالشاعر سعيد الصقلاوي خلافاً للشعراء الآخرين الذين ركزوا على الجانب المشرق من شخصية عبدالرحمن الداخل فيما يتعلق ببناء الحضارة الإسلامية في المغرب العربي قد استوحى من شخصيته جانباً سلبياً وهو خروجه من المشرق الاسلامي وتركه لوطنه العربي حيث ضاعت أمجاد الشرق برحيله ولم يخلّد المجد في المغرب وفي هذا القصيدة يلقي عليه اللوم في كلما حصلت من مآسي في الشرق وضياع الأرض والأمجاد.
يسعي الباحث في هذا المقال إلى الاجابة على السوالين الاتيين
- كيف استخدم سعيد الصقلاوي رمز عبدالرحمن الداخل وما هي الآليات التي وظفها لهذا الاستخدام؟
- ماهي المفاهيم التي عبر عنها الشاعر من خلال استدعاء شخصية عبدالرحمن الداخل ولماذا قام بتسليط الضوء على هذه المضامين؟
خلفية البحث كما يتضح فان موضوع المقال ينقسم إلى محورين اولهما الرمزية واستدعاء الشخصيات التراثية وضمنها شخصية عبدالرحمن الداخل فقدتناولها العديد من البحوث والكتب من ابرزها كتاب استدعاء الشخصيات التراثية للمولف عشري زائد وكتاب الرموز التراثية العربية في الشعر العربي الـحديث للكاتب خالد الكركي …،أما الثاني المتمثل في سعيد الصقلاوي فهناك درسات نقدية تناولته في بلده والعالم العربي ومن ابرز الدراسات التي تناولته:
كتاب “أبنية من فيروز الكلمات طواف على أجنحة سعيد الصقلاوي”لعبدالرزاق الربيعي نشره عام 2010 في البحرين قام الكاتب فيه بجمع المقالات والبحوث التي تناولت قصائد الصقلاوي بالنقد الفني والأدبي من حيث الجماليات والمضامين.
كتاب “أوجه العدالة في عشر سعيد الصقلاوي”للدكتورة ناريمان محمد فتح الله عساف نشر عام 2018 تتناول فيه القضايا الاجتماعية الخاصة بموضوع العدالة والحرية كما أنها تدرس القضايا الفنية كالكناية والصورة الشعرية.
كتاب “تجليات لاشعر العماني المعاصر (سعيد الصقلاوي) ديوان ترنيمة الحياة”للإعلامي ناصر أبو عون وتناول أوجه الوطن والحبيب والعلاقات الإنسانية في الديوان موضوع البحث.
كتاب “سعيد الصقلاوي شاعر بحجم الألم”للكاتب هشام مصطفى نشر عام 2018 وهو دراسة بنيوية لديواني نشيد الماء وأجنحة النهار.
حياة الشاعر
هو الشاعر المهندس العماني “سعيد بن محمد بن سالم بن راشد الصقلاوي الجنيبي”ولد في ولاية صور – عمان عام 1956 (البابطين،2002: 4/720 والصعيدي،2003: 3/50) رئيس اتحاد الكتاب العمانيين حالياً وحاصل على ماجستير في التصميم الحضري من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة (عساف،2018: 34)
شغل مناصب عدة، أهمها: رئيس تحرير مجلة السراج الثقافية، رئيس لجنة البرنامج الوطني لدعم الكتاب العماني، عضو الجمعية التاريخية العمانية، عضو منتدى الفكر العربي وجمعية الآثار والتاريخ لدول الخليج (ابوعون،2013: 181).
دبج الشاعر عدد من الدواوين التي تشهد على براعته الفنية وسمو كعبه في الإبداع الأدبي والفني وهي “ترنيمة الأمل”ط 1975 و “انتِ في قدرٌ”ط 1985 و”أجنحة النهار”ط 1999 و “نشيد الماء”ط 2004 و”وصايا قيد الأرض”ط 2015 وله مختارات شعرية “صحوة القمر”ط 1996 و من مؤلفاته “شعراء عمانيون”ط 1992 ومؤلفات أخرى في مجال الهندسة ال الحضرية (ابوعون،2013: 182).
الشاعر ينتمي إلى جيل يمثل بداية جديدة للشعر العماني (الصيغ،2011: 11)، فهو كما يقول أحد الباحثين عنه: “هو في مفترق طرق بين جيلين؛ جيل الشعراء الفقهاء أو المنهج التقليدي الذي لا يسمو إلى الشعرالعربي في نماذجه العلياء … وبين جيل حائر متردد بين التفعيلة واطراحها، وبين القواعد المرعية في فن الشعر و إنه من شعراء البعث والإحياء ويقارنه بالبارودي وشوقي مع غيره من شعراء الخليج (ابوهمام،1989: 91). كما يصفه الآخرون بأنه شاعر رومانسي النزعة يغلب على شعره الروح الرومانسية (الموسوي،200: 140 و دعيبس،1992: 87). وعند قراءة أعمال الشاعر نرى أن هناك تيارين يشغلان اهتمام الشاعر فيهما، أما التيار الأول فهو تيار الغزل وأما التيار الآخر فهو التيار الوطني، فالحب والوطن هما الشاغل الأكبر لذلك الشاعر ولا نرى أن هناك انفصالاً أو تناقضاً بينهما (دعيبس،1992: 86).
تحليل القصيدة
إذا أردنا أن نلخص موضوع ومضمون هذه القصيدة فإنها تصف حال الأمة العربية والحصار الذي تعاني منه في زمن العولمة وسيطرة القطب الواحد ويوجه خطابه لعبد الرحمن الداخل وهو من أبطال الإسلام الذين صنعوا مجد الدولة الإسلامية وأرسوا دعائم الحق فيها وسعوا رقعتها ونشروا الويتها في ارجاء الارض أمثال عبدالرحمن الداخل (زايد،1997: 126) الذي استطاع أن ينجو بنفسه ويخترق الفيافي والقفار حتى يصل بلاد الأندلس ليؤسس هناك دولة عظيمة عمّرت ثمانية قرون واستطاعت أن تنتج حضارة شعت بأنوارها على أروبا (الروضان،2004: 715). واكثر توظيف شعراءنا لهذه الشخصيات في إطار المفارقة التصويرية لإبراز حدة التناقض بين ماضينا وحاضرنا (زايد، 1997: 126) يخاطبه الشاعر في هذه القصيدة التي يبدؤها بالبيتين التاليين:
خبّأتُ في نفـسي هواكَ أَزْمُنا |
يبث الشاعر في المقطع الأول منها عواطفه الجياشة نحو هذه الشخصية الفذّة التي أغربت مع غروبها شمس العدالة والعنفوان والانتصار؛ وبتحبيب استدعاها الى الحضور، والحضور بالطبع ليس واقعيا، ولا تقمصًا، بل في استعادة الأمجاد (عساف،2018: 68).
يعبر الشاعر في مطلع القصيدة عن شوقه وشغفه لمجي المنقذ المتمثل في شخصية عبدالرحمن الداخل، وفي كلمة “أزمن”دلالة على تقادم عهد الانتظار و طول تردي الأوضاع كما ان عبارة الشوق في الاحداق يعني البكاء أي أننا نتطلع إليك وحضور القائد الذي يلم الشتات. يصف الشاعر في البيت التإلى عبدالرحمن عندما ذهب للمغرب وترك الأمة الاسلامية في الشرق.لكنه خلافا للشعراء فيما سبق، هنا يركز على الشرق بعد رحيله لا على الغرب و ما بني هناك من مجد وآثار. فيخاطبه بتحسر وتاسف ان برحيله قد زالت احلام الشرق واندثر مجده وآل نجمه إلى الافول فعبارة “لما رحلت”تحمل دلالة التانيب و اللوم على البطل عندما فارق الشرق يقاسي المآسي بدل إنقاذه.
ميعادنا كـانتْ تباشيُر المنى |
ثم يواصل فيخبره بعبارة “ميعادنا كانت…”بان الأمنيات كانت تتحقق بوجوده لو كان حضر، فالشاعر هنا يتمنى أن يبقى عبدالرحمن هنا في العالم الإسلامي في المشرق ويحقق الأمجاد في البلدان العربية لكنه أبحر ومضى بعيداً عن الشرق ظناً أنه ينشر المجد الإسلامي في كل العالم لكنه ضاع في المشرق.
قد غيّبتك الحادثاتُ محسنا ما كلّ من أسدى يصيرُ محسنا (المصدر نفسه: 103-104) |
هنا يقول الشاعر أن الشرق لا يسمح بظهور الأمجاد، فغيبوه رغماً عنه ويعني بذلك أن الشرق يطرد كل من رام بناء المجد لأن الحكومات تخشى ذلك والشعوب غير واعية سادرة عن مصيرها. وهذا ما يشير إليه في عبارته الحكيمة “ما كلّ من أسدى يصيرُ محسنا”. فعبدالرحمن غادر الشرق مرغماً وذلك اعتلاء نجم العباسيين حيث قاموا بنفي وقتل ما تبقى من النظام الأموي . (السامرائي وآخرون،2000: 87)
إنَّ الجفا يُبلي فؤاداً خَشِنا فكيف لا يُبلي فؤاداً ليّنا والشوقُ صاحَ في الحشا يا موطنا جُلُّ الوفاءِ أنْ تُلبّي الموطنا (الصقلاوي،2004: 104) |
في هذا البيت يلوم الشاعر موطنه الاسلامي الذي لم يعترف بشأن وقدر الشخصيات المجيدة ؛ فالجفاء الذي تلقاه البطل من المجتمع افضي إلى خيبة أمله حيث أبعده عن الوطن وقضاياه.
ثم يواصل فيؤكد الشاعر أن الانسان رغم جور بلاده لابد أن يفي لوطنه ويعيب على عبدالرحمن خروجه ويقول له أنت لست وفياً لأن الوفاء يقتضي أن تهتم بوطنك الشرقي لا أن تتركه في أوان الأزمات وفي ذلك دعوة لعودة الامجاد الذي غادروا الشرق الاسلامي بعد مضايقتهم فيحثهم على الصبر والمثابرة في سبيل وطنهم.
يا راحلاً مِنْ عُـمْقِنا لعُمْقِنا |
نجد هنا ان كلمة “راحلاً “تحمل دلالة الأسف و “من عمقنا”تدل على عمق مآسي العالم الشرقي وفهو يخبر عبدالرحمن ان خروجه من الشرق لا يعني مفارقتنا إياه بل بقي ذاك البطل في وجدان الامة وبقيت تحلم بك وتتطلع اليه. وثم يسأل بطل القصيدة “هل سألت عن احوالنا المتردية؟”لينبه الابطال على ضرورة مناصرة اوطانهم من خلال استدعاءه لشخصية عبدالرحمن. ثم يتابع اسألته موجهاً إياها إليه:
و عن شُموخِ الشمسِ في جِـباهِنا |
ثم يخاطب عبدالرحمن هلا سألت عن المجد (شموخ الشمس) في العالم الشرقي وهلا سألت عن حياة الشرق (نشيد الماء) الذي تركته يموت وتجف جذوره وهلا سالت عن الصمود و جمال حياتنا بعد رحيلك. ووظف هنا رمز النخل الذي يدل على الصمود والثبات فهو عندما يتساءل عن حضور حفيف النخل في الأنغام يعني أنه يفتقد وجود الصمود في الكلام والشعر ونفس الأمة العربية.
مُـشَرَّدونَ نَحنُ في بُيـوتنِا |
ثم يخبره في الابيات التالية عن فداحة القمع والكبت الذي حاق بالامة العربية بفعل الممارسات الحكومية والصهيونية فنراه يصور لوحة الكبت بكل قساوتها؛ فالشعوب العربِة بعد رحيلك تشردت وحارت في اوطانها وهي تبحث عن هويتها المسلوبة فقد تسلطت عليها قوي البطش والقمع وشرعت تسلب حريتها وتضايقها في الكتابة والثقافة والشوون الشخصية والكلام وحتي الاكل والشرب والنوم ولم تبقي على شي من الحريات العامة والخاصة.
فالأمة محاصرة في كل ما تقوم به أحلامنا ، فهي محاصرة في وجودها وكيانها ومبادئها ، وربما في أسس بقائها وديمومتها ، وحتى أحلامها فهي مصادرة، ويبدو أن الشاعر لم يجد من هو أفضل من عبد الرحمن الداخل الذي أعاد فتح الأندلس في عصور الازدهار الإسلامي لكي يوجه له خطابه، والذي يمثل الحلم العربي في شخصية تعيد للأمة كرامتها وعزتها.
و يَسْرِقـون الكُحْلَ مِنْ عُيوننا |
ثم يخبر الشاعر عبدالرحمن ان السلطات بعده سرعت تسرق الكحل من العين، وهو يعني يقصد السلات سلبت الشعوب جماليات الحياة حتي بتنا لا نرى إلا المآسي والفجائع وما يكدر الحياة. ثم يردف المعني الاول من خلال عبارة سمل النور و يعني بذلك انهم سلبوا منا طاقات الحياة فلم نعد نتمتع بها .
ثم يواصل في الابيات التالية رسم لوحة القمع فالسلطات تخرس الصوت في الضمير فضلا عن الفوه وفي ذلك دلالة على شدة القمع كما انها تجفف الدم في العروق وذلك كناية عن ممارسة الارهاب و الارعاب في حق الشعوب ثم يخبر ان السطلات تزرع الموت في الجلود ومما يلاحظ ان الجلد هو محل الحس وموته يعني عدم الشعور والاحساس وبذلك يريد الشاعر ان يوحي بسياسية السطات في تدجين الشعوب واحتواء نزعاتهم. ثم يتساءل الشاعر عن امكانية بزوغ الضوء مرة اخري وهذا التسائل يدل على فداحة الكبت والقمع حتي ان الشاعر بات متحيرا هل يا تري تعود الأمة لسابق عهدها اذ لو كان الشاعر واثقاً من نهوض الأمة وجازماً في نفسها الثورية لما تساءل. وقد يحمل هذا التسائل معني التطلع والتمني فالشاعر يتمني لو بزغت شمس الحياة والحضارة إلى عالم الشرق.
و يَستَطيلُ النَّخلُ في قاماتـنا؟ |
ثم يتساءل على الطريقة اسابقة كذلك فهل يا تري تبقى فينا عزيمة الصمود. وهل هل نزدهر ونبتسم مرة أخرى؟ فكثرة التساؤل في هذه الجمل تدل على كثرة القمع وشدة تطلع الشاعر للمستقبل وتمنياته.
ها.. يُشـْرقُ الصبـاحُ داميَ المنى |
ثم بعد طول تسائل وتردد، نجد الشاعر هنا أجزم في الجواب وقال “يشرق”ومما يلاحظ انه لم يستخدم هنا سين المستقبل أو سوف، بل استخدم فعل المضارع المستقبلي دونهما وهذا يعني أن الشاعر واثق أن الأهداف تتحقق حالاً.كما ان الشاعر في عبارة “في اعين الاطفال”يعني أن أطفالنا تروي هذة المأساة يعني أن الحزن يصيح أمراً ماضياً والنصر يتحقق وآلام الماضي ستصبح خبر كان. ويلاحظ ايضا ان ذكر مدن “بغداد، القدس وجولان”يدل أن الشاعر هو يهتم بالقومية العربية ككل ولم يكن شاعراً لبلد بحد ذاته.
في القَـرنِ في الِميزابِ في سوداننا يَثُورُ ألفُ خنجرٍ يَغْتالُنا و ألفُ فِكرةٍ تَجُذُُّ جَذْرنا تَجْتـاحُـنا، تَدوسُ كِبْريـاءنا (المصدر نفسه: 107) |
ثم يخبر ان تلك الممارسات القمعية قد عمت الوطن العربي اجمع فهي اتسعت وتفاقمت في اجرامها فهناك الاف الخناجر التي تغتال الشعوب و تجذ رووس المفكرين وتدوس عزة الثائرين .
تُلْغي تَداولَ الهُمومِ بيننا |
ثم يكشف الشاعر في الابيات هذه عن سبب ذلك القمع فهو ياتي بفعل شعور السلطات بمرارة الانهزام و الهوان فهي تغوص للاعماق في هزيمتها وفي خطاباتها التافهة و اختلافاتها و بذلك تنهار وتندحر اما عدوها. كما ان كلمة الهراء تعني الكلام الذي لا يجدي نفعاً والشاعر بذلك يعني ان السلطات العربية تكتفي بالخطابات النارية والتنديد ولا تقوم بعمل جاد للتصدي للأعداء لذلك تزداد اندحاراً وانهياراً.
فهل يُطرِّزُ السَّنا هاماتنا؟ |
ثم يتسائل مرة اخري متشوقا ومترددا فهل ننتصر مرة أخرى ونرفع جباه العزة وهل يصبح حاضرنا كماضينا المجيد وهل نحضر في الساحة العالمية كأمة فاعلة بعد ما غبنا دهوراً.
يا راحِلاً لقدْ كَبَـتْ خُـيولُـنا |
بعد هذا التسائل يعود الشاعر فيقع في التشكي لشخصية عبدالرحمن فيخبره متحسرا ان الخيول العربية بعده كبت بامجادها وان سيوف العزة قد صدئت وتخشبت ولم تعد تستعمل .وان صمودنا وجدنا سرعان ما مات قبل أن يبلغ ذروته و بقينا نلهو ونلعب فحاقت بنا الذلة والهوان وخامرت نفوسنا حتي حارت وتاهت كما هو حالالسكاري بالكحول واستخدم الشاعر مفردة السكر لأن السكران لا يعي واقعه فهذه الذلة أبعدتنا عن الواقع أن نعيه كأن عقولنا خامرها الذل.
والْعَجْزُ نَصْـلٌ أَعْدَ مَتْ إِقْدامنا |
ثم ينبه الشاعر ان خوفنا هو الذي يمنعنا من الحركة وليس العدو. ثم يشكك بإسلام الأمة الحإلى لأن الإسلام يسمو بالأمة للعزة لكن اليوم نعيش في الهوان وهذا يناقض الإسلام الحقيقي.
أَينَ الُأُلى تـاقَتْ لهمْ أَقدارنا |
ثم يتسائل عن الامجاد والابطال الذي ينقذون الشرق فيستفهم متمنيا اينهم الابطال الذين تاقت لهم نفوسنا واين نحن من وفاءهم والتزامهم بمصير البلاد . ثم أين المجيد الذي يمسك لواء الأمة ويسعى بها في طريق النضال. ورفع اللواء أيضاً يدل على الوحدة والجهاد وهذا الذي يسمح لهم بالمضي قدماً.
و أَين مَنْ صُمُودُهُمْ قُرآننـا |
ثم ينبه اننا للاسف لطول تمادينا في الظلال قد اخطانا فهم القران حتي بتنا نبرر الخنوع والتهاون ثم يتائسل الشاعر لفداحة الامر هل الزمان هو الذي يشكو الأمة لتقاعسها ام اننا نشكو الزمن وهو بذلك ينبه إلى ان الامة بدل ان تسب زمنها وتلعن القدر كان اجدر ان تصلح نفسها ففي في الاوضاع الراهنة عاهة على الزمن كان احق بالشكاية منها بدل ان تشكتي منه و شكوى الزمن من الشخص تدل على مدي ذله وتدهور حاله.
يا أَرضنا، و يا انْتِخاء مجدنا |
ثم يعود فينادي الارض والمجد التليد بهدف إثارة الأمة ويواصل فينادي الإباء العربي ضد المحتل ويخاطب المآسي التي راحت تنزف وتنخر في كيان الامة و ينادي الخيل ليرمز إلى ضرورة الجهاد والكفاح ضد الكيان الصهيوني ويشجع بذلك على الاقدام واخيرا ينادي الشعب كي يصبح كالريح يجتث كل شي ويصبح كالبحر صاخباً زخاراً يقتلع الأعداء.
متى . . متى .. يَصيُر في إِمكاننا |
فيتسائل بلهفة وحرقة متي متي نتمكن من شد العزيمة وسحق الكيان الصهيوني. ويلاحظ ان الشاعر استعار مفردة المحال للدلالة على الكيان الصهيوني وسبب استخدامه لذاك هو ان التقاعس العربي جعل في انظار العرب، القضاء على الكيان الصهيوني أمراً محالاً. ومتي نستطيع ان نحقق طموحنا ونمتلك حياتنا ونكافح المحتل الغاشم ونقضي على خنوعنا وكل هذه التسائلات حملت دلالة التطلع والتمني كما هو واضح.
يا راحِلاً جَمْرُ اللظى أَوجاعُنا |
ثم عاد الشاعر في الابيات الاخيرة من القصيدة فراح يتأسف مرة أخرى، فهو بعد ان كان يتطلع وتمني فيما سبق عاد هنا إلى أوجاع الوضع الراهن، هذا التردد يدل على الحزن وشدة المآسي وأيضاً إلى عظمة التطلع وأمله في المستقبل. ثم يشير في البيت الثاني ان مشرط الكدر قد نقش في الوجوه وهذا يدل على شدة الحزن والآسي. ثم يعود إلى التساؤل من زمانة الجرح الذي طال أمده وعن انتهاء البوس و انقضاء جور المحتل واعوانه.وهذا التساؤل بحرف ((هل)) يدل على قلقه وشدة تطلعه في ان واحد.
و تَشعلُ النّجومُ مِنْ أَحلامنا |
ثم في الاخير يتسائل متطلعا هل تبزغ النجوم العربية مر ةاخري في ديار الشرق والملاحظ ان النجوم في دلالتها البلاغية تدل على الرفعة والسمو ، واستخدامها بجانب الاحلام يعني متى تصبح احلامنا عظيمة وتتطلع لتحرير الأرض واقتلاع الكيان الصهيوني وهكذا ينهي الشاعر القصيدة بالتطلع إلى القضاء على المحتلين.
النتيجة
ركيزة القصيدة هي الترميز بشخصية عبدالرحمن الداخل وقد تجلت للدلالة على جانب خاص من حياة الأمة الإسلامية والعربية؛ الشاعر سعيد الصقلاوي خلافاً للشعراء الآخرين الذين ركزوا على الجانب المشرق من شخصية عبدالرحمن الداخل فيما يتعلق ببناء الحضارة الإسلامية في المغرب العربي قد استوحى من شخصيته جانباً سلبياً وهو خروجه من المشرق الاسلامي وتركه لوطنه العربي حيث ضاعت أمجاد الشرق برحيله ولم يخلّد المجد في المغرب وفي هذا القصيدة يلقي عليه اللوم في كلما حصلت من مآسي في الشرق وضياع الأرض والأمجاد.
وصف الشاعر الواقع المأساوي المعاش وانهيار الأمجاد السابقة وقارن بينها وبين انهيار الحكومة الأموية المتددة في فتوحاتها في إثارته لهذه المآسي يسعي الشاعر لاستنهاض همم الأمة الإسلامية.
ويستخدم إلى جانب الشخصية توظيف الرموز العامة كالشمس والنخيل والماء وهذه الرموز خلافاً لرمزية عبدالرحمن الداخل لا تحمل معاني عميقة بل جاءت بمعناها الرمزي الواضح.
المصادر
- الكركي، خالد، الرموز التراثية العربية في الشعر العربي الـحديث، بيروت، دار الـجيل، و عمان، مكتبة الرائد العلمية، ط1، 1989م.
- الصيغ، عبدالعزيز سعيد (2011): “البنية الإيقاعية في شعر سعيد الصقلاوي، مجلة الأندلس للعلوم الاجتماعية والتطبيقية، المجلد 4، العدد السابع، يوليو 2011م.
- ابوهمام، عبداللطيف عبدالحليم (1989): في الشعر العماني المعاصر، القاهرة: مكتبة النهضة.
- البابطين، هيئة المعجم (2002): معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، الكويت: مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
- الصعيدي، عبدالفتاح (2003): معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002، الطبعة الأولي: بيروت: دارالكب العلمية.
- مصطفي، هشام (2018): سعيد الصقلاوي شاعر بحجم الألم، الطبعة الأولي، عمّان: دار دجلة.
- عساف، ناريمان محمد (2018): أوجه العدالة في شعر سعيد الصقلاوي، الطبعة الأولى، بيروت: دار العلوم العربية.
- الربيعي، عبدالرزاق (2010): أبنية من فيروز الكلمات طواف على أجنحة سعيد الصقلاوي، البحرين: مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع.
- دعيبس، سعد (1992): دراسات في الشعر العماني، الطبعة الأولي، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
- الموسوي، شبر بن شرف (2000): اتجاهات الشعر العماني المعاصر، مسقط: لا نا.
- ابوعون، ناصر (2013) تجليات الشعر العماني (سعيد الصقلاوي) ترنيمة الحياة، بغداد : ضفاف للنشر والتوزيع.
- زايد، على عشري (1997): استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي الـمعاصر، القاهرة: دار الفكر العربي.
- السامرائي، خليل إبراهيم وآخرون (2000): تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، الطبعة الأولي، بيروت: دار الكتاب الجديد المتحدة.
- جنادله، حامد (1394ش): الاستنهاض في شعر الجواهري محاوره واساليبه، رسالة ماجستير نوقشت في جامعة طهران.
- اسماعيل، عزالدين،الشعر العربي الـمعاصر قضاياه و ظواهره الفنية و الـمعنوية، بيروت، دار الثقافة، ط2، 1972م.
- سويهلة، يوسفي (2018): الرمز ودلالته في القصيدة العربية قراءة في الشكل خليل حاوي أنموذجاً، أطروحة كتوراه نوقشت في جامعة الجيلإلى اليابس.
- الصقلاوي، سعيد (2004): نشيد الماء، الطبعة الأولى، مسقط: لا نا.
- الروضان، عبد عون (2004): موسوعة تاريخ العرب، الطبعة الأولي، عمّان: الأهلية للنشر والتوزيع.
The symbolism of Abd Al-Rahman Al-Dakhel in the poetry of Saeed Al-Saqlawi: The case of “the Trapped”
Mohammd Ali Azar Shab
Professor of Department of Arabic Language and Literature, Faculty of Literature and Humanities, University of Tehran,
Reza Cheliby (Corresponding author)
Ph.D. Candidate of Department of Arabic Language and Literature, Faculty of Literature and Humanities, University of Tehran
RezaCheliby@yahoo.com
In the contemporary era, the Palestinian cause has received the attention of most poets such that there is hardly an Arab poet who has not addressed it in their poems. The Omani poets, just like their brothers in other countries, dealt with the Palestinian issue throughout its stages. It can thus be said that their poems are a manifestation of the historical chain of the events of the Palestinian issue, or still a record of its history. The poet Said Al-Saqlawi was one of the most prominent poets who lived the Palestinian cause with great affection and sincerity and whose poems embodied the misfortunes that the Palestinian people went through as a result. He talks of the tragedies of the Palestine occupation by the usurper Zionist regime and the resistance of the people. In so doing, he tried to raise cultural awareness about and enlighten the Palestinian issue in Oman and throughout the Arab world. Given its artistic and aesthetic value, the present article focused on the poem “the Trapped”. The poem is divided into two parts: the first is to draw and criticize the tragic reality compared to the bright Arab history in order to raise awareness and incite people; and the other part looks forward to a prosperous future and wishes to restore the forborne Arab glory, due to the compromise of which Jerusalem was lost as a result. The artistic focus of this poem is the recalling of the personality of Abd Al-Rahman Al-Dakhil. The poet Said Al-Saqlawi, unlike other poets who focused on the positive side of Abdel Rahman’s character building Islamic civilization in Andalusia, was inspired by his negative facet – his departure from the Islamic East and his leaving for his Arab homeland in such a fashion that the glories of the East were lost after his departure, but the glory of Andalusia was not immortalized, either. In this poem, Al-Saqlawi blames Abd Al-Rahman Al-Dakhil for all the tragedies that took place in Palestine and in the Arab and Islamic East. In addition to this character, the poet uses other symbols, such as the sun, palms, and water, and although these symbols, unlike the symbolism of Abd al-Rahman, do not bear deep connotations, they are very clear. Also, one of the features of this artistic poem is its use of the word “how”, which suggests the misery of the situation on the one hand, and the poet’s aspiration for achieving his goals and hope on the other.
Keywords: summoning personalities, Abdul Rahman Al-Dakhil, Said Al-Saqlawy, poetry of the resistance.
[1] . أستاذ بروفسور في كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها جامعة طهران.
[2] . طالب دكتوراه الآداب العربية، كلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها جامعة طهران.