أسئلة غائبة

محمد صالح محمد تقي-شاعر وناقد بحراني

(١)
أما آن لي
أن أقتطع رأسي
بفأسٍ حاد
أو أجزّه بسكينٍ صغيرة
أو…
وأضعه في الفورة السائلة،
أقذفه على ظهري
في جراب أبيض
وأمشي
إلى غابةٍ أخرى
ظلماء
لم تطأها مقلتي من قبل؟

*

(٢)
حديقة الديدان
التي تسيّج صدري
تتنامى
كلما جعت
قطفت منها
وشبعت حتى يسيل على فمي …
أمد يدي إلى حديقتي
أداعب ديديانها
تتلوّى
أزيد مداعبتها
تتلوّى
إلى أن يحلّ ظلام
تنام الديدان وأنام
كلما أصحو
أسائلها:
أما زلت هنا،
هل نمت جيدا،
هل أنت بخير؟

*

(٣)
هل كنتُ أنا المصلوب حقًّا؟!
كنت معلقًا
تلتصق بي نظراتٌ
ومناقير
.
أيتها الطيور الجارحة
أما ارتويتِ وشبعتِ؟!!
دعيني
قليلا
أستريح معلقًّا على ما تبقّى من حلمٍ
وجناحٍ
دعيني لوحدي أتأرجح
أحتضن ما تحتي من سماوات
وأجنحة مغردة
وأرواح طائرة
وهياكل لم تتآكل بعد
تحوم في…
أو تكمن في…
.
ألا أبصر قليلا؟!
انهشي الجثث الأخرى
اشربيها
أنا لا أستطيع النظر
لا أستطيع التحليق قليلا
ولا الدوران
وأنت ما زلت مازلت
تنقرين رموشي الحمراء
ابتعدي
ابتعدي

*

(٤)
ظل الوحش -المسخ-
يراود البحيرة
يشرب منها البؤس
يصطاد سمكًا ميتًا
يغتسل
فلا يطهر كثيرا
ولا…
تصيبه حكّةٌ مستمرة
وطفحٌ حارق
ولكنه
حين ينحني ليغسل قراحه
وبثورَه الذميمةَ المتناثرة
ينحني
يرى في جوف البحيرة
وجهه المشعر
وعينيه الغائرتين
وأذنيه النافرتين
ويرى
أسنانه المتفرقة
المهترئة
وملامحه المشوهة
وسحنته ال…
ير….

…ى…ىىى…ى
الوحش
الوحش… الخااااااااائف
يطل مرةً أخرى
من تحته مرتعشًا
فيبكي
يبكي
ويولي بعيدًا نادمًا
ذاعرا

لكنه يعود
دائمًا يعود
ليشرب
يصطاد
وليبكي، ولا يكف عن البكاء
حين ينظر وينظر
وينظر

أيها المسكين يا أنا
وأنت
وأ…
يا…

أين اختبأ ذلك المسخ ال…؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى