كمْ تبدو حزينةً موحشة..!!

عبد السلام العابد | فلسطين المحتلة

قبل الخروج من بيتك، والتوجه إلى مدينتك القريبة، عليك أن تكون صادقا، وأنت تُعلم الإخوة الأعزاء على حاجز المحبة، بمبرر خروجك ، وهم يسمحون لك بالمرور ، مع ابتسامة ، و تمنيات بالسلامة. تشكرهم بمودة واحترام ، وتقدر عاليا الجهود المضنية والمخلصة التي يقومون بها، وتتابع طريقك ؛ لتواصل ومَنْ معك القيام بالمهمة الضرورية التي جئتم إلى المدينة ؛ من أجل القيام بها.

وأنت تنتظر ، تشكر الله على هذا الجو الصيفي اللطيف الذي جاء بعد أيام شديدة الحرارة. تفيء إلى ظلّ عمارة عالية، فتهب عليك نسائمُ منعشةٌ باردة ، فتهمس: هذا هو صيفُ بلادنا الجميل ، حنون، لطيف، منعش، أنامله الطرية تدغدغ الأرواح ، والأجساد، والأشجار الخضراء ، وليس ذلك الصيف القائظ الذي يكاد الكائن الحي يعاف فيه نفسه، من اللزوجة،وشدة الحر ..!!.

تنظر إلى المدينة، فتحزن لحالها، الشوارعُ شبهُ خالية، محلاتُها مغلقة، المواطنون في بيوتهم . كم تبدو المدنُ حزينةً إذا غاب عنها أحبّاؤها!!.كم تبدو الشوارعُ كئيبةً وموحشة..!!. وما أشدّ مرارة طعم العيد، إذا جاءنا والنفوس متوترة ..قلقة..غير مرتاحة ..!!.

الأيامُ التي تسبق العيدَ في الماضي، كانت تشهد المدن والبلدات أمواجا متدفقة من المواطنين الذين يتجوّلون ، ويتسوّقون ، ويمنحون الحياة بهجةً وسعادة ، أما الآن فإنّ المشهدَ لا يسر أحدا.

ما الذي فعلتَه بنا، يا فايروس الكورونا ؟!.ألا يكفي هذا الفايروس المقيم الذي ابتُليت به بلادُنا ، منذ اثنين وسبعين عاما ؟!.

غَزَوْتَنا من مكانٍ بعيد، فقتلتَ مَنْ قتلت، وأصبتَ مَنْ أصبت من ضحايا، كانوا يحبون الحياة، وأغلقتَ المدنَ والبلدات ، وفرضتَ منعَ التجوال، والتواصل بين البلدان ، برا، وجوا وبحرا، وباعدتَ بين الأصدقاء والأحبة و الخلان .ولم تمكّن المؤمنين من القيام بصلواتهم وشعائرهم في مساجدهم وكنائسهم . وحرمتَ الموظفين وأسرهم من أعمالهم ووظائفهم، وها أنت تمنعنا من التعبير عن الفرح بأعيادنا، والسلام على أعزائنا، ولمسهم، واحتضانهم ، ومعانقتهم، والاقتراب منهم.

يا له من عيد كئيب ، في زمن الكورونا العجيب..!!.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى