قصة رسالة تنازل بعدها فاروق الأول عن حكم مصر
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
في 26 يوليو من عام 1952، وبعد أربعة أيام من قيام ثورة يوليو، تنازل الملك فاروق عن الحكم، نزولًا على رغبة الشعب المصري، ” مجنبًا البلاد المزيد من الظروف الصعبة”، حسب نص الأمر الملكي رقم 65 الصادر سة 1952.
مشهد تنازل الملك فاروق عن السلطة ومغادرته مصر، واحد من أهم مظاهر الانتقال السلمي في الحكم، وبدأ الترتيب لتنازل الملك فاروق عن الحكم برسالة من الفريق محمد نجيب يطالب فيها الملك فاروق بالتنازل عن الحكم، وجاء نص الرسالة كما أوردها موقع الملك فاروق كالآتي:
من الفريق أركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش ورجاله إلى الملك فاروق الأول:”إنه نظرًا لما لاقته البلاد فى العهد الأخير من فوضى شاملة عمت جميع المرافق ، نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب، حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته، ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم فى هذا المسلك حتى أصبح الخونه والمرتشون يجدون فى ظلكم الحمايه والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير”.
تلك كانت حجة و رواية “الضباط الأحرار جدا ” لإنقلابهم على الملك فاروق ، كما يطلق عليهم أستاذي البروفسير / يوسف زيدان، لماذا ضباط و أحرار جدا ، لأنهم فعلوا كل شئ بمصرنا دون أن يحاسبهم أحد .
تم نشر الحلقة الأولى على صفحتي وفي جريدة عالم الثقافة، وسأتابع نشر مذكرات الملك فاروق مرتين في الأسبوع حتى لا يتسرب إليكم الملل، قد تحدث فيها الملك بكل صراحة و عفوية، وذكر أحداث لم نكن نعلم عنها شيئا و لأمانة النشر لم أنقص منها كلمة، وكان كتبها – رحمه الله- فى منفاه في مدينة نابولى الإيطالية و بدورها قامت صحفية إيطالية بنشرها .
صورة الملك فاروق رحمه الله، و هو يوقع تنازله عن عرش مصر.