وحمدتُ الله
د. عز الدين أبو ميرز | شاعر وأديب فلسطيني
أخَذَتْنِي سِنَةٌ مِن نَومٍ
مِن بَعدِ صَلَاةِ الفَجْرِ وَنِمْتْ
فَسَمِعتُ هُتَافًا يَهْتِفُ بِي
إنِّي أنتَظِرُكَ خَلفَ البَابِ،
فَقُمْ مِن نَوْمِكَ يَا هَذَا لَا وَقتَ لَدَيّْ
وَقَوِيًا خَشِنًا كَانَ الصَّوتْ
وَفَتَحتُ البَابَ وَإذْ رَجُلٌ
قَد خَفِيتْ بَعضُ مَلَامِحِهِ،
في زِيِّ مَلَكْ
وَيَشُدُّ إلَى يَدِهِ فَرَسًا وَيُشِيرُ إليّْ
لَم أركَبْ فَرَسًا بِحَيَاتِي
لَكِنْ مَا خِفْتْ
وَعَلَى ظَهْرِ الفَرَسِ عَلَوْتْ
لَا أدرِي كَيفَ، وَلَكِنِّي
بِشُعُورٍ عَجَبٍ قَد أحسَسْتْ
مِن تَحتِي رِيحُ تَحمِلُنِي
تَلتَهِمُ دَقَائِقَ هَذَا الوَقْتْ
وَإذَا بِالصَّوتِ يصِيحُ:
هُنَا…
لِلجَنَّةِ أنتَ وَصَلْتْ
وَنَظَرتُ لِنَفسي وَتَسَاءَلْتْ
أنَا حَيّ أُرزَقُ لَم أَعلَمْ
أنِّي قَد مِتّْ
أوْ أنِّي مِن بَعدِ المَوْتِ بُعِثْتْ
وَبِغَيْرِ حِسَابٍ مِن رَبِّي
لِلجَنَّةِ صِرْتْ؟
فَشَعَرتُ بِضِيقٍ فِي نَفَسِي
وَبِنَفْسِي تَخرُجُ مِن نَفْسِي
وَأعَدتُ النَّظَر وَقُلْتْ:
الجَنَّةُ هَذِي وَلِمِثْلِي فِي هَذَا الوَقْتْ
وَاللهِ شَرَكْ
وَبِعَتمَةِ لَيْلٍ نَصَبُوهُ
كَيْ أَنْسَى القُدسَ، وَسُورَ القُدسِ، وَبَابَ العَامُودِ وَخَانَ الزَّيْتْ
وَقَدَاسَةَ مَسْجِدِنَا الأقصَى
وَنَبِيَّ اللهِ يَسُوعًا، قَدَمَاهُ مِن فَوقِ طَرِيقِ الآلَامِ مَشَتْ
وَبِصَوتٍ كَالرَّعدِ صَرَخْتْ
أَرِنِي وَجْهَكْ
أَرِنِي وَجْهَكْ
شَيْطَانٌ أنْتَ وَلَسْتَ مَلَكْ
وَاسْمَعْهَا مِن رَجُلٍ يُؤْمِنُ
أنَّ الكَلِمَةَ يَنْطِقُهَا الِانْسَانُ الحُرُّ قَرَارْ
وَيَقِينٌ مِثْلَ يَقِينِ الحَقِّ وَأَثْبَتْ
لَوْ قَالُوا لِي كُلّ الدُّنْيَا بِالقُدسِ اسْتَبْدِلْ مَا اسْتَبْدَلْتْ
وَإذَا بِسَرِيرِي مِن تَحتِي
مِن شِدَّةِ صَوْتِي يَهْتَزّْ
وَحَمَدتُ اللهَ عَلَى أنِّي قَد كُنتُ بِحُلُمٍ ثُمّ أفَقْتْ