جاهِلِيَّة
عمر هزاع |شاعر سوري
.
عَلى نُحاسِ القِبابِ..
سالَ دَمي..
قَصِيدَةً..
مِن أَصابِعي..
وفَمي..
فَصِحتُ:
يا خَصرَها..
قَدِ انكَسَرَتْ مِجذافَتي..
وانقَلَبتُ عَن بَلَمي..
فَجاوَبَتني:
قَدِ اغتَصَبتَ..
وقَد حَلَّلتَ صَيدًا..
بِأَسهُمٍ حُرُمِ..
لِذااا..
سَأُلقِي عَليكَ؛ مِن شَغَفي؛ عُصارَةً لِلجُنُونِ..
فاغتَنِمِ..
فَقُلتُ:
هَذا المَساءُ مَلحَمَةٌ..
فَهَيِّئِي لِي طُقُوسَها..
وعِمِي..
دَخَلتُها..
والجَحَيمُ يَجذِبُني مَمَرُّهُ..
نَحوَ مَنبَعِ الحِمَمِ..
فَخُضتُهُ..
والشُّواظُ يَرجُمُني..
كَمارِدٍ..
في السَّماءِ..
مُقتَحِمِ..
إذِ المَصابِيحُ؛ حَولِيَ؛ التَمَعَتْ..
مِن مُقلَتَيها..
تَئِزُّ..
كَالنُّجُمِ..
وإذ عَناقِيدُ صَوتِها سَكَرٌ..
مَقامَهُ الكُردُ..
مِن زُجاجَةِ “مِي”.. (*)
لَم أَستَطِعْ أَن أَرى..
فَلا جِهَةٌ تَقُودُني غَيرُ مِبضَعُ الأَلَمِ..
فَكُلُّها جارِحٌ..
ومُفتَرِسٌ..
وكُلُّها قاتِلٌ..
بِلا ذِمَمِ..
شِفاهُها؛ خِلقَةً؛ مُقَلَّبَةٌ..
كَأَنَّها الوَحيُ..
خُطَّ بِالقَلَمِ..
ورِيقُها سُورَةٌ مُحَرَّمَةٌ..
آياتُها مِن رَوائِعِ القَسَمِ..
ضِحكَتُها..
لَدغُ رُوجِها..
فَمُها..
غَمَّازَتاها..
انبِعاثُها العَدَمِي..
سَمارُها..
عِطرُها..
حَرارَتُها..
كُحلَتُها..
لَيلُ شَعرِها الفَحَمِي..
جَمِيعُها واحِدٌ..
إذا فَتَكَتْ تَرَفَّعَتْ فِي التَّسَلسُلِ الهَرَمِي..
سَفَّاحَةٌ..
بِنتُ جاهِلِيَّتِها..
ذَبَّاحَةٌ..
أُمُّ المُحتَوى الرَّقَمِي..
كَأَنَّها رَبَّةٌ..
مَلائِكُها تَطُوفُ..
مِن رَأسِها..
إلى القَدَمِ..
لَولا يُقالُ:
الفَتى استَبَدَّ بِهِ غَرامُها لَاتَّخَذتُها صَنَمِي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الكُردُ: مقام موسيقي شرقي مُشتَقٌّ من المقام الكبير من الدرجة الثالثة صعودًا, بدايةُ سُلَّمِهِ الأساسي علامةُ (مِي).