ما بين لونِ الورودِ والعبَقِ

مجد أبو راس-سوريا

ما بين لونِ الورودِ والعبَقِ
بعضُ انسجامٍ وبعضُ مُفْتَرَقِ

فقد ترومُ الحسناءَ تطلبُها
وجهاً سنِيَّاً طويلةَ العنُقِ

وبعضَ أوصافٍ خلتَ تُكسبُها
حُسناً يثير الخيالَ من شبقِ

لكنما للطاهينَ قاعدةٌ
لا يجهلُ اللحمَ طاعمُ المرقِ

يا عاشقَ البدرِ وهْوَ منصرفٌ
في حضرةِ الشمسِ كيف لم تثقِ

هذي المروجُ الخضراءُ كم يبست
وكم نما فيها يانعُ الحبقِ

والبحرُ حمّالُ الجاريات به
يسعى فريقٌ والبعضُ للغرقِ

بل شاهدِ النجمَ في الظلام وكمْ
يهدي عيونَ السارين للفلقِ

فإن صحا نور الفجرِ غيَّبهُ
حتى يعود النهارُ للشفقِ

حتى الأماني تبعثرت طمعاً
أن تُدركَ السهمَ ساعةَ الطَلَقِ

وجدتُني مفقوداً بناظرها
والناس حولي يرونَ من حدقي

أنفقتُ من عمري ما أضنُّ به
والغُنْمْ بالغْرْمِ آخرَ الرمقِ

مشرّدٌ أُشبهُ الطيورَ إذا
حلَّ الشتاءُ ارتحلْتُ في الطرقِ

لكنها الأرضُ وحدَها احتضنتْ
من كلِّ آتٍ وكلّ منطلقِ

فإن أتى أمرُ الله وانبسطت
وحُشِّرَ الناسُ في ثرى زلِقِ

فابكِ علينا إن تاهَ مقصدُنا
وافرح لمن في دنياه لم يبِقِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى