رسالة إلى مجهول (10)

هند خضر | سوريا
على الورق كتبت لك رسائل الحب فإذا بها عقيمة ،يبدو أن شموعنا خمدت وانتهينا، و الفراق دسّ سمه في فنجان عشقناولهذا
سأنتهي اليوم من مراسلتك ولم ينتهِ حبك من داخلي بعد، ناديت عليك بكل حروف النداء ولم تجب على رسائلي ،لا يوجد شعور إلا وقد خرج من قلبي ليصل إليك عبر حروفي النازفة، و يعيدك إلى عالمي و لو لحظة لأعرف أين أنا في عالمك اليوم ، وأخرج من الحفرة المعقدةالمليئة بالأسئلة التي تؤرق مضجع فؤادي وتسلبني الراحة والنوم.
لطالما عشت على الأمل بأن تسافر إليك قوارير عطر حبي عساها تدغدغ مشاعرك و تذكرك بي، أليست العطور بوابة الذكريات؟ ! فكيف إذا كانت تلك الزجاجات مليئة بعشق لا نهاية له. ؟
أنا على يقين بأن من أخذته الريح لن تعيده أبداً، ولكنها كانت مجرد محاولات بعد أن أمسى البوح لك ضرب من المستحيل ، بل من المحال ..
لقد انتهى المشوار، وآن موعد الرحيل من مدائن عشقك لأركب على متن سفن الفراق و أهاجر إلى جزيرة صرخاتي و أوجاعي و أحزاني، ليس معي إلا الذكرى الممزوجة بطعمين مختلفين (السكّر و العلقم) ، و أحاديث الماضي التي تسهر في داخلي فتحدث التهابات عاطفية لا شفاء منها تمنعني من الرقاد .
يكاد قلبي في مثل هذه اللحظات أن ينشطر إلى نصفين، نصفٌ لا زال معك و نصفٌ تغرّب عنك ،وما بين النصفين ضياع لامتناهي ، و أرق يجتاح روحي فيمزقها إلى أشلاء.
قد نلتقي يوماً ما ..قد نقف على جسر الحروف الأبجدية، ونجتمع في طيات كتاب حيث لا الواقع يشكل عائقاً بيننا ولا المستحيل يبقى مستحيلاً، ربما نكون معاً في أبيات قصيدة، وقد تراودنا نفس الأفكار والمشاعر ما إن سمع أحدنا باسم الآخر ،من الممكن إذا التقينا أن نتكلم بلا أصوات، نهمس بلا شفاه، نضع أيدينا ببعضها بلا أصابع، ونتعانق بلا أذرع.
إنك المجهول الذي أتى إلى حياتي بلا موعد مسبق محمّلاً بالعشق الممنوع، إنك الحبيب الذي حسبته سطراً في روايتي فإذا به بطل الرواية و كل الحكاية.
قدرنا أن لا تكتمل حكايتنا، ستبقى مغزى كلماتي و روح مشاعري، حتى إذا جف حبر قلمي ،وتوقفت يدي عن الكتابة، وانتهت قصائدي سيظل حبك باقٍ في أعماقي لحين موتي و سيبقى المجهول مجهولاً .
النهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى